يوم الحساب

بقلم د. محمود موسي

إحساس مرعب سيطر علي بالأمس وأنا بكتب بعض الأدوية في روشتة مريض وكان بعد اكثر من ١٥ ساعه شغل وإرهاق شديد بجد …
توقفت لحظة وسألت نفسي :
انا بكتب الدوا ده مع التاني وكنت متلخبط شوية في التفاعل الكيماوي بين المادتين لحد ما اخترت الصح والحمد لله ….
بعدها قلت في نفسي :
ازاي هقف ادام ربنا يسألني عن كل مريض علي حده
كل مريض بجد ؟!!!!

طلبتله الاشعه دي ليه وهي مش مهمة أو بعته للمركز الفلاني ليه مع إنك عارف إن في افضل منه ؟..!!!
طلبتله التحليل ده ليه وأنت عارف انه مش مهم أصلا في التشخيص ؟!!!.
كتبت الدوا دا ليه وأنت عارف أن شركته مش الأفضل وان البديل أقوى وأأمن ؟.!!!!
قلت للعيان ده قرار جراحة ليه وهو مش محتاج اصلا ؟.!!!
قلت للعيان إنك مش محتاج عملية عشان خايف منه وما حولتوش ليه علي زميل أكبر وأكثر خبرة رغم انه كان محتاج الجراحة فعلا ؟…!!!

وهكذا وهكذا في كل خطوة من خطواتك في رحلة تشخيصك وعلاجك لازم تقف وقفة مع نفسك وتسألها هل طبقت كل ما تعلمته في مرحلة الجامعه أو الماجيستير أو الدكتوراة أو لو كنت أستاذا بالجامعه مثلا هل تطبق ما تُدَرِّسُه للطلبة علي مرضاك بحق ؟!!…

القضية مش سهلة والله يا جماعه …!!!!بجد ، كل مريض ( حرفيا كل مريض ) هتتسأل عنه ..!!
وشوف بقي لو بتكشف علي خمسين مريض يوميا هتتسأل خمسين مرة برضه !

مش سهله القصة خالص …..
ومحتاجه انتباه وجِدّ واجتهاد وحرفية وتَذكُّر واستعانة بالله وعدم الكِبْر وسؤال من هم أكبر منك سنا وعلمًا …

انت بس وحدك الي هتتسأل أمام ربك
ومفيش لا معمل تحاليل ولا شركة أدوية ولا مركز اشعه ولا مختبر أبحاث ولا أي جهة ولا شخص هيتسأل مكانك …

فخذ الأمور بجدية كدا واستعن بالله وراجع نفسك
والكلام لي قبل كل الزملاء سواء كانوا أطباء أو جراحين أو اساتذة أو حتي طلابي في الجامعة …!!!!!

ومش مهم كلام الناس عنك أبداصدقني ….
انت مش هتشرح للجميع انت ازاي بتشتغل بطريقة علمية وبتتبع قواعد العلم المتعارف عليها في كل مراجع الدنيا حتي لو سمعوا العكس أو تم علاجهم بطرق اخري من مدارس العلاج المختلفة …

فالمرء ( خاصه المشتغل بالعلم ) مطالب ومسائل فيما انتهي إليه اجتهاده وفقط !…
فالمهم ضميرك يبقي مرتاح وما يكونش عندك شعور بالذنب أو التقصير في علاج مريض مهما كانت ظروفك ….

وذاكر تاني وتالت وسافر واحضر ورش عمل حقيقية تاني ومؤتمرات بجد مش فسح وترفيه فقط واسأل من هم اكثر خبرة واجلس بين أيديهم تاني مهما كانت درجتك العلمية والوظيفية …

وارفع عن نفسك قيود البزنس والصداقة مع زملائك وما تعملش لعيانك حاجة مش محتاجها او العكس تمنع عنه حاجة او رأي مهم يفرق معاه في خطة علاجه !!….

وكل ده مش بس عشان تبقي دكتور كبير وشاطر في الدنيا …
لا ،،،،
دي عشان هذه الفكرة المقصودة وهي انك تنجو بين يدي الله …

فالطبيب إما الي أعالي الجنان لو أحسن التصرف فيما بين يديه من علم بعد حسن استقبال والمسح علي جبين مريضه والإحسان اليه وإما الأخري والعياذ بالله …

ربنا يعافينا ……

x

‎قد يُعجبك أيضاً

قنا في عيد الصحه الثالث