توصل العلماء إلى جيش من الروبوتات المجهرية ذات 4 أرجل، يمكنها السير عند تحفيزها بالليزر عن طريق الذكاء الاصطناعي ويمكن حقنها في الجسم من خلال إبر تحت الجلد.
صممت هذه الروبوتات الميكروسكوبية لتلبية مجموعة من الاستخدامات الطبية المحتملة، وذكر باحثون أمريكيون أن الروبوتات الجديدة توفر «إمكانية استكشاف البيئات البيولوجية».
ذكرت ذا إيكونوميك تايمز أن من التحديات الرئيسية التي واجهت العلماء عند تطوير هذه الروبوتات هو الجمع بين دوائر التحكم والأجزاء المتحركة ضمن هذا الهيكل متناهي الصغر. إذ ذكرت مجلة نيتشر أن عرض الروبوتات أقل من 0.1 ملم – أي بعرض شعرة الإنسان – وتعمل بالطاقة بواسطة الخلايا الشمسية الموجودة على متنها. تمكن الباحثون من تحريك الأرجل المصنوعة من البلاتين بسماكة نانومتر واحد من خلال تسليط ضوء الليزر على هذه الخلايا الشمسية.
والجدير بالذكر أنه يمكن لهذه الروبوتات البقاء على قيد الحياة في البيئات شديدة الحموضة وتغيرات درجة الحرارة لأكثر من 200 درجة كلفن، ما يعادل -73.15 على مقياس سيلسيوس.
وصرح الباحث المشارك في الدراسة مارك مسكين، من جامعة بنسلفانيا، لوكالة فرانس برس أن أحد الابتكارات الرئيسية في البحث هو إمكانية التحكم في مشغلات الأرجل باستخدام إلكترونيات السيليكون.
وأضاف: 50 عاماً من تقلص حجم الإلكترونيات أدت إلى ابتكار بعض التقنيات الصغيرة فائقة الدقة: يمكنك بناء أجهزة استشعار وأجهزة كمبيوتر وذاكرة في مساحات صغيرة جداً.
تعدّ هذه الروبوتات نماذج أولية تُظهر إمكانية دمج الإلكترونيات مع الأجزاء التي تساعد الجهاز على التحرك، مضيفاً أنهم يتوقعون تطور هذه التكنولوجيا بسرعة .
يتوقع مسكين تفعيل استخدامات طبية حيوية للروبوتات، أو تطبيقات في علم المواد، مثل إصلاح المواد على المستوى المجهري. وأضاف: لكن هذه فكرة جديدة للغاية وما زلنا نحاول معرفة ما هو ممكن.
وأكد الباحثون أنهم تمكنوا من إنتاج مكونات للروبوتات بالتوازي، مما يعني أنه يمكنهم صنع أكثر من مليون منها في كل رقاقة من السيليكون يبلغ قطرها 4 بوصات.
يمكن لهذه الروبوتات العمل في البيئات شديدة الحموضة وتغيرات درجات الحرارة لأكثر من 200 درجة كلفن (-73 درجة مئوية).
في تعليق نُشر أيضاً في مجلة نيتشر، ذكر آلان بروكس ومايكل سترانو من معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا أن مفهوم الروبوتات الصغيرة بما يكفي للتنقل عبر الأوعية الدموية كان موجوداً منذ أن تحدث ريتشارد فاينمان الحائز على جائزة نوبل في روايته عن إمكانية «ابتلاع الجرّاح» عام 1959. وتوقع أن «عقبة تطوير البرمجة الذاتية للروبوتات الدقيقة سيجدون لها حلاً قريباً».