بقلم / ماجد طوبيا
طلبت مرة من أحد الأشخاص المؤثرين في حياتي نصيحة لي بحكم أنني مقدم على هذه الحياة فقال لي:
كن حقيقياً
ومن ثم ذهبت صمتا قليلاً أتأمل هذه الكلمة
إنها عميقة جداً،
فما الحقيقة؟ لماذا لم نعد حقيقين مع انفسنا ؟
هل أصبحت وسائل التواصل الاجتماعي سبب في عدم ظهورنا على حقيقتنا؟ فالجميع يحاول التجمل امامها
فالحقيقة تكمن داخلك لتظهر خارجك، وليس العكس
الله سبحانه خلق لك كيانك ومهاراتك وقدراتك الخاصة لتبدع بها فأنت تمتلك قيمة عظيمة،
فحين تكون غير حقيقي أمام نفسك فأنت تخسر قيمتك أمام نفسك ايضا
وهذا لا يضر إلا انت فكن متيقظ، دع عنك الكمال فكلنا لدينا عيوب.
أن عدم تقبل ذواتنا تجعلنا غير حقيقين
فلابد من أن نتقبل أنفسنا بكل جمالها وعيوبها.
حين تتقبل ذاتك تزيد ثقتك بنفسك وتحب نفسك، وتتغير إلى أن تصبح حقيقي أمام ذاتك
فلا تنكرها امام احد او تحاول أخفائها او ترميمها
ففى الغالب.. نعم لم نعد حقيقين امام أنفسنا أخذتنا المظاهر أمام الناس
وصرنا نحكم عليهم بمظهرهم لا بعقولهم
فمن حسن نعمه الله علينا أنه يظهر إلينا مظاهر الآخرين
ولكن تبقى نفسك أنت من تعرفها
فنحن لا نعرف نفسك أكثر منك فأنت الوحيد القادر على فهم نفسك وحدودها مع الله ومع الآخرين
كي تساعد نفسك أولا لابد أن تكون حقيقي.
إن قمة الحقيقة مع نفسك أن تكون متصالحاً مع خالقك ونفسك
صادقاً فتعرف ما يفرحها وما يزعجها وتبعدها عما يهدمها ويحطمهاويشوهها
فينعكس هذا التوازن علي علاقتك مع الاخرين بطريقه ايجابيه
حين تصبح حقيقي مع نفسك ستسيطر على حياتك وتنعم وتعيش بكل سعادة وعطاء.
استثمر وقتك في إعادة ترتيب نفسك وأحلامك وأهدافك ومحاسبة ضميرك وتقوية تركيزك وكتابة قيمك ومبادئك.
كن حقيقيا …. وعش هذه الحقيقه…. ولاتكن مزيفا
“لأَنَّهُ مَاذَا يَنْتَفِعُ الإِنْسَانُ لَوْ رَبِحَ الْعَالَمَ كُلَّهُ وَخَسِرَ نَفْسَهُ؟”