مرضى القلب عليهم رؤية الطبيب قبل الصوم لإعادة تقييم وضعهم الصحي وعمل تغيرات في العلاج
مرضى القلب ينقسمون إلى قسمين الأول ممن أصيبوا بمشكلة قلبية حادة مثل مرضى الجلطة القلبية والذبحة الصدرية غير المستقرة والمرضى حديثي الجراحة القلبية، وهذا الفريق لايجب عليهم الصوم إما لحالتهم الصحية الحرجة أو لإحتياجهم إلى علاج دوائي مكثف للتغلب على المشكلة القلبية الحادة. أما القسم الثاني من المرضى فهم الذين يعانون من مشكلة أو أكثر بالقلب لفترات طويلة ويحتاجون لعلاج دوائي مستمر أو ربما مدى الحياة. وهذه النوعية تنقسم إلى مجموعتين الأولى تتمتع بحالة صحية مستقرة باستخدام العلاج الدوائي والمتابعة الطبية المنتظمة ويندرج تحت هذه المجموعة مرضى الذبحة الصدرية المستقرة بتناول العلاج ولايشكو المريض من أي ألم صدري، ومرضى ضغط الدم المرتفع والمرضى مستعملي مسيلات الدم لذوي الصمامات الأصطناعية أو مرضى الجلطة القلبية والتخثرات الدموية بالقلب أو أصحاب اضطرابات القلب الكهربية ويمكن لكل هؤلاء الصوم بشرط استشارة الطبيب والإنتظام على أخذ العلاجات.
أما مرضى المجموعة الثانية من القسم الثاني فهم أولئك المرضى ممن لديهم مشاكل قلبية غير مستقرة حتى باستخدام العلاج الدوائي والمتابعة الطبية الدقيقة ويندرج تحت هذه المجموعة مرضى قصور أو هبوط القلب الإحتقاني أو مرضى قصور الشرايين التاجية الغير مستقرة حتى على العلاج الدوائي المكثف وكذلك مرضى القلب ممن يعانو أيضاً أمراض أخرى مصاحبة كهبوط في وظائف الكلُى أو إرتفاع ضغط الشريان الرئوي أو مشاكل ومضاعفات السكري.
وهذه المجموعة من المرضى تمنع من الصوم لما قد يسببه عدم الإنتظام في أخذ العلاج في الأوقات المحددة من تدهور في وظائف الكُلى لذا يفضل عدم الصوم لتجنب العواقب الوخيمة التي ربما تنتج عن الصيام وعدم اتباع تعليمات الطبيب المعالج.
أما المرضى الذين تسمح أوضاعهم الصحية بالصوم فيجب عليهم رؤية طبيبهم المعالج قبل شهر الصوم لإعادة تقويم وضعهم الصحي ولعمل بعض التغيرات البسيطة في العلاج تتناسب مع وضع المريض الصائم وحالته الصحية للقيام بهذا الركن المهم من أركان الإسلام دون مضاعفات أو تدهور في الحالة الصحية.
وفي الختام يجب التذكير أن كل حالة صحية حالة فريدة في نوعها ولايمكن القياس عليها من قبل المريض نفسه دون الرجوع إلى الطبيب المعالج وأن ماذكرناه هو إرشادات عامة وأن القول والفصل في صيام المريض أو عدمه يرجع للطبيب.