المفهوم المبسط لجودة الرعاية الصحية


طبقا لما تعلمناه ونعلمه بالتعريف العبقرى الذى وضعة الاوائل فى القرن الماضى ،
فمن وجهة نظرى الشخصية :
ان تفسير تلك الجملة ” اداء الشئ الصحيح بطريقة صحيحة من اول مرة وفى كل مرة قابل للتحسين المستمر ” ،

  • وشرحى وتفسيرى تفصيليا والخاص بى ( منذ سنوات ان كنت مديرا لادارة التفتيش الفنى ومراقبة الجودة الصحية بمديرية الصحة بالقاهرة منذ ٢٠٠٣ ) ،
    هو ان شرح مفردات الجملة كالتالى :
  • ” أداء ” : تعنى بان ” مقدم الخدمة ” مستوفى الشروط مؤهل ومرخص ومدرب ،
    فالمؤهل بناء عليه حصل على ترخيص مزاولة المهنة من وزارة الصحة – ومدرب وجرى تأهيله على اداء المهام المنوطة به فى العمل الذى يؤديه ،
    حتى لو كان استاذا فى كلية الطب او عميدا لها او رئيسا للجامعة او رئيسا لمجلس الوزراء او رئيسا للجمهورية ويمارس مهمنة الطب لانه فى الاصل طبيب ،
  • ” الشئ الصحيح ” : فهل هناك اختلاف بين معنى الشئ “السليم” والشئ “الصحيح” والفارق بينهما كبير ،
    لكون الشئ السليم يعتمد على كل ماتمتلكه من مؤهلات وخبرات وقدرات ومهارات وما تمتلكة من ادوات خاصة بك ورخصة مزاولة العمل ،
    أما الشئ “الصحيح” يشمل مع كل ماسبق بالإضافة إلى مالاتملكه ولا تستطيع التحكم حياله بيدك ،
    وهى الظروف البيئية للمكان الذى تؤدى فيها الخدمة الطبية من الاضاءة الطبيعية والصناعية ( كهرباء عامة واحتياطية ) والماء والغازات طبية ودرجة الحرارة المناسبة والتجهيزات والتأثيث والمفروشات والوسائل الوقائية ووسائل واجهزة السلامة البيئية ومكافحة الحرائق وايضا والتجهيزات الطبية والصيانة الدائمة والتعفيم والتطهير ( امور فد تملكها ولكن تتحكم فيها لحدوث اعطال او انقطاع التيار او لعوامل بيئية اخرى ) ،
    وتضرب هنا مثالا بسيطا يبين الفرق بين السليم والصحيح :
    إنه عند تقرر السفر فتتاكد ان كل اوراقك ” سليمة”من رخصة سير ورخصة السيارة وقدرتك على السفر وقدرة السيارة ميكانيكا كهوبائيا وإضاءة ومساحات وسلامة الإطارات والفرامل والزيوت والمياه وسلامة كل أجزاء السيارة وكل الاحتياطات الشخصية والركاب معك … يعنى انت فى السليم ،
    ولكن لو وضعت الظروف البيئية من المناخ والرياح والغبار أو هطول امطار أو سيول كحتملة والحرارة والبرودة ….
    ووجود محطات خدمة للسيارة وتموين محروقات وأغذية ووسأئل اتصال وأماكن الاستراحة وعلى قدر من المعرفة بوجود وحدات اسعاف أو مستشفيات بطول الطريق وإذا كان فيه مطبات صناعية أو أعمال حفر …. وتقاطعات فرعية وعيون قطط أرضية وعلامات إرشادية وتحذيربة. … الخ
    فإذا وضعت كل ذلك نصب عينيك قبل سفرك أو ترحالك مطلق على ذلك الذى ” الصحيح “,
  • ” بالطريقة الصحيحة ” :
    التى تعنى ان كل مقدم خدمة طبية محددة اذا تغيب مقدم الخدمة الطبية المختص نجد ان الاخر المتواجد من نفس التأهيل والتدريب يؤدى نقس الخدمة للمريض ،
    بغض النظر عن الدين او الطائفة او المذهب او العرق او الجنس ،
    وللفقير ومثل غنى بنفس المعايير وبالمساواة ( الخدمة الطبية علمانية ) ويتحقق ذلك بأن يكون مقدم الخدمة مؤهل ومرخص ومدرب ولدية الادلة الاكلينيكية والبروتوكلات الطبية والتعليمات التمريضية لأن الفارق الوحيد فى الخدمة الطبية هى “نوعية” الإقامة عادية أو لدرجاتها الفندقية بما لا تتعارض مع الاجراءات الطبية والتغذية العلاجية للمريض .
  • فكان الشائع للعامة أن من ” أول مرة ” انها لتقليل التكلفة ورضى العميل ( المريض )
    وهو هدف مطلوب وأساسى ،
    ولكن أمعنت بصفة شخصية فى المغزى وراء ” اول مرة ” ودلالتها
    فأهتديت بما جال بخاطري :
    انه لو كان عندى مصنع بلاستيك وخرج المنتج بعيوب فيمكننى اعادة تدويرة ،
  • واذا كان عندى مصنع ملابس جاهزة وخرج المنتج معيوب ،
    يتوافر لى احد خيارين :
    -ان ابيعة لمن يعرضه على الرصيف بدون العلامة التجارية يا
    -ان اطبع على ذلك المنتج المعيوب انه درجة ثانية يباع فى المحلات ،
  • ولو عندى مصنع اغذية معلبة وخرج النتج فاسد فلدى خيار واحد وهو التخلص منه نهائيا ،
    وهذه الخيارات منعدمة فى الخدمة الطبية على مريض ” بشرى حى “
    لذا وجدت ان الخدمة الطبية ان لم تعمل على الشفاء او تساعد على تحسن الحالة فهناك مخاطر جمة من الخدمة هى العدوى التى قد تلازم المريض طوال حياتة او حدوث المضاعفات والعجز او حدوث ” الوفاة ” وتلك الحالات الثلاثة لايمكن الرجوع فيها لذا وجب التحقق من شخصية المريض (تحديد مكان العملية على جسد المريض وسىؤاله عن نوع ومكان العملية ) قبل اداء الخدمة ،
    وطبعا مقدمها لابد ان يكون مستوفى الشروط لاداء الخدمة المنوط بها سواء طبي او ممرضة أو فنى أو ..، من اول مرة لأنها مقدمة لمريض أو متردد وهو ” انسان ” فلا مجال لاستعادة ما قد يفقده من وظائف لاعضاءه سواء حسية أو حركية أو بيولوجية أو بصرية ….
    أو فقده لأحد الأطراف ،
  • “وفى كل مرة ” قابل للتحسين : وهنا ثلاثة أمور قابلة للتحسين :
    ١- مقدم الخدمة : بالتعليم والتدريب الطبى المستمر
    ٢- ادوات واجهزة تقديم الخدمة : بالتعقيم و احلال الادوات والالات التى فقدت كفائتها وافضل قسم تتجمع عندة كل الادوات والات هو قسم التعقيم ويمكنهم فرزها وتجنيبها لتقديم طلبات من أقسامها لاحلالها ،
    وكذا الاجهزة الطبية والمعدات :
    بالصيانة الدورية وضمان الصيانة الطارئة ، وتحديثها بالاجهزة الطبية ذات الامكانيات الحديثة ومتعددة الشرائح والابعاد …. الخ ،
    ٣- مكان تأدية الخدمة :
    بالتطوير للمبانى ” حجرات لتتناسب مع معايير الجودة وارضيات واسقف وحوائط وممرات طبقا لمسارات الحصول على الخدمة وحماية المرضى أثناء تنقلاتها بالترولى مؤمن بالجوانب أو بالأسرة بين الأقسام أو حدوث طوارى… ،
    وايضا دورات المياه وافنية المستشفى لأغراض التأمين والامان … ” ،
    مع العناصر الأخرى بالنسبة للاضاءة الطبيعية والصناعية وتأمين الكهرباء ومحطة الغازات الطبية ، وغرف التخزين المؤقت للمخلفات الطبية الخطرة الحادة والبيولوجية …. ،
    وضرورة توافر وسائل الامان والسلامة للعاملين والمرضى وزوارهم ومكافحة الحرائق المتنوعة :
  • كيميائية بالمعامل والصيدلية والاقسام الداخلية خاصة فى مراكز علاج الاورام ….
  • وكهربائية فى كل الافسام نظرا لوجود الاجهزة سواء طبية او غيرطبية المنتشرة فى كافة ارجاء المستشفى ،
  • والفيزيائية فى اقسام الاشعة خاصة مراكز الاورام والمعمل الحار
  • الحرارية فى المطابخ والكافتيريات وسكن الاطباء والتمريض ،
    وقد تتواجد بالمخالفة فى المكاتب بدءا من مكتب مدير المستشفى الى مالا يتوقعة احد مثلا فى محطة الغازات الطبية وغرف تخزين مؤقت للمخلفات الطبية والنفايات العادية ” القمامة ” … ،
    ملحوظة هامة : أن تسمية إدارة المخلفات الطبية بالوزارة والمديريات والمناطق والإدارات الصحة هو ” خطأ ” لأن النفايات هى ” القمامة ” !!؟
    لأن الغرض من حرق المخلفات الطبية الخطرة أو بأجهزة الفرد والتعقيم قبل التخلص منها هى تحويلها من مخلفات طبية خطرة إلى ” نفايات ” غير ضارة على أن يتم دفنها فى مدافن صحية ،
    مثلما المدخن عندما يلقى عقب السيجارة هى ” مخلفة ” قد تشكل خطر إذا ألقيت على الارض ويلتقطها ليدخنها ،
    اما رماد السيجارة هو ” نفاية ” كان يستعمل رماد الحرق قديما على الجروح بما يعنى أن الرماد لا يشكل خطورة ما لكون ” نفاية ” فكيف يقيبل الأطباء والتمريض ومسئولى المخلفات الطبية الخطرة أن يقال عنهم نعت ” النفايات ” والمعروف من هو الذى يجمع النفايات والقمامة !!!!؟ ،
  • أن اهم وأخطر الاماكن التى تحوى الارشيف والملفات الطبية للمرضى ،
    او فى سنترال المستشفى التى يربط التوصل عن طريق خطوط الهاتف الأرضية بداخلى بين الاقسام وخارج للمستشفى عند استدعاء الطارئ للأطباء أو الاتصال بالاسعاف فى حالات الاحالة أو لإجراء خدمة طبية مساعدة ليست متوفرة بالمستشفى …. ،
    أو الاتصال بجهات أو مسؤولين لاغنى عنهم ،
    أو لجهات الأمنية والدفاع المدنى وطبقا لحالة الطوارئ أو الأزمات التى تتعرض لها المستشفى .. الخ، دون الاعتماد كليا على ” التليفون المحمول “الموبايل ” وقد يكون التواصل “داخل” المستشفى بالإذاعة الداخلية أو ” البيجر ” فعال ، جهات الذى لاغنى عنه نهائيا … ،

الى أخر فائمة انواع الحرائق المتوفعة جراء انشطة اقسام المستشفى ومرافقها .

وهنا اريد ان اسجل اهمية التعريف ب ” مخرجات ” الخدمة الطبية للمريض ،

  • الايجابية :
    ١- الشفاء
    ٢-التحسن
    ٣-الاحالة
  • السلبية :
    ٤- العدوى التى ” قد ” تلازم” المريض طوال حياتة التى غالبا عن طريق الدم ،
    ٥-حدوث المضاعفات والعجز
    ٦-حدوث ” الوفاة “
  • لذا كانت ضرورة مراجعة الملف الطبى للمريض يتطلب استكمال التسجيل الدقيق لكل الإجراءات الطبية والعلاجات المتخذة للمريض بدءا من دخوله المستشفى سواء من الاستقبال والطوارئ او من العيادات الخارجية حتى “خروجه” منها وبيده النصائح والارشادات الصحية والادوية التى وصفت له لاستمرار علاجه ،
    أو الاحالة والنصائح بمراجعة العلاج الطبيعى والتأهيل ،
    والمتابعة بمراجعة الملف الطبى للمريض خاصة قبل خروجه لاستكماله من اهم ادوات التغذية المرتدة ” الراجعة” للتحسين المستمر وتعديل الإجراءات اذا لزم الامر وليس “السياسات” التى ” تخص ” المستشفى نظرا لطبيعة عمل المستشفى ونوعية الخدمات الطبية التى تقدمها لبيئة المجتمع المحيط بها وتوائمها مع القوانين التى تصدر وذات العلاقة …. والتى دائما بتكون محددة زمنيا لإعادة الاعتماد سواء كل سنتين او ثلاثة … ،

ولدرء وتجنب المخاطر على المرضى والأخطاء الطبية المحتملة .

ومن جانبى ومن واقع الممارسة والخبرة اهتديت بتفكيرى بان اقول الاتى :-
ان هناك ستة ” اركان ” اساسية لتقديم الجودة الصخية
١-مفدم الخدمة كما سبق شرحة
٢-متلقى الخدمة بضرورة التحقق من المريض وتشخيص المرض ونوع وموضع الاجراء على جسد المريض سواء الاجراء ” جراحى او اختراقى او تداخلى …. “
٣- ادوات والات واجهزة تفديم الخدمة كما سبق شرحة
٤- مكان تأدية الخدمة كما سبق شرحة
٥- الادلة الاكلينيكية والبروتوكلات الطبية والتعليمات التمريضية وسياسات واجراءات الجودة ومكافحة العدوى
٦- قوانين وقرارات ولوائح التى تنظم وتحكم وتتحكم فى الخدمة الطبية ،
والعلاقات الرسمية بين العاملين افقيا ورأسيا ( وصف وظيفى لشروط عامة لشغل الوظيفة لكل فئة من فئات العاملين ادارية او فنية ،
و” توصيف ” وظيفى وهى تخص مؤهلات عملية وتدريبية مكتسبة للتأهيل ” امتازات طبية ” لاداء مهام محددة يتميز بها عن قرناءه فى المؤهلات الدراسية وفى نفس الوصف الوظيفى ،
لذا تاتى ضرورة وجود وصف وظيفى بشئون العاملين لكل فئات العاملين وضرورة وجود ” توصيف ” وظيفى لاى مهام موكولة له فى مكان او موقع ” محدد ” ،
وتحتفظ بها ادارة الجودة و القسم المحدد له والهيئة الطبية للاطباء بالمستشفى ،

  • وبذلك تحفظ حقوق المرضى على المنشأة وحقوق العاملين على صاحب المنشأة ،
  • وتحديد الواجبات والمسئؤوليات على العاملين تجاة المرضى وامام صاحب المنشاة حكومى او خاص ،
  • وان المنشأة ملزمة بتطبيق القانون فى الايفاء بالاجور والرواتب والحوافز والبدلات والمكافآت والتأمينات والمخاطر المهنية … التى تنص القوانين والقرارات واللوائح ذات العلاقة .
    ونسأل الله التوفيق
    د. محمد القاضى
    فى٢١ / ٦/ ٢٠١٧
x

‎قد يُعجبك أيضاً

قنا في عيد الصحه الثالث