موسم الشعور في مصر

بقلم الدكتور / محمد خاطر

الأخوة الأعزاء لكم منى اجمل تحيه
أود اليوم أن أتحدث معكم عن موسم الشعور حيث أن الموسم على الأبواب وربما يستفيد منه بعض الإخوة هواة الصيد.
إسم السمكة هنا فى مصر هو ( الشعور) ويطلق عليها فى الخليج إسم ( الشعرى)
والاسم الانجليزى هو : Emporor fish وهذا يعنى أنها من عائلة الامبراطور.
والاسم العلمى لسمكة الشعور هو : Lethrinus nebulosus
ولسمك الشعور اسماء كثيره أو هناك أنواع كثيرة تندرج تحت إسم الشعور.
وهذا يشبه مثلا أنك من عائلة ما ولكن لا يعنى هذا أن كل أفراد العائلة لهم نفس الصفات.
فهناك سمكة (السولى فسكر) بالوانها الأبيض والأصفر والأزرق.
وهناك سمكة ( المحسن ) وهناك سمكة ( القمرة ويدعونها الجمرة ) وهناك ( الخرمى ) و ( خرمى الذيبة…..بالذال ) وحتى ( البونجز ) أيضا وغالبا هناك انواع اخرى ايضا.
وكل تلك الأنواع تعيش فى المحيط الهندى والخليج العربي والبحر الأحمر.

طيب مش كفاية كده وندخل بقى على الموضوع؟!
بداية يجب أن نعلم أن هناك هجرات كونية تشمل البر والجو والبحر
فكما أن هناك هجرات للحمار الوحشى والابقار…. الخ فى البر
فهناك هجرات مماثلة فى الجو مثل السمان والجراد ( وبالمناسبة الجراد هو أكبر تجمع مهاجر فى الكون حيث يصل إعداد سرب الجراد الى خمسه عشر مليار جرادة )
وهناك هجرات بحرية عديده مثل أسراب السردين ونصل الى سمك الشعور قادما من المحيط لوضع البيض ثم العودة.
لسمكة الشعور وسمكة البونجز معزة وتقدير منى كبيرين وسأقول لكم لماذا.
أولا سمكة البونجز هى صديقة الصياد المبتدئ لأنها هى التى تأتى اليك ولا تفارق سنارك وهذا يعنى أنها لا تحتاج إلى أدنى مجهود لصيدها وهى نقطة هامة جدآ للأخوة فى أول صيدهم وطبعا كنت أحدهم.
أما سمكة الشعور فإن صادفك الحظ ووجدت احد اسرابها فتأكد أنك ستصبح مدمن صيد من الطراز الفريد ولأن حصيلة الصيد ستكون أكثر بكثير مما تتخيل.
شخصيا حين بدأت أول مرة أقابل سرب الشعور وكنا أربعة صيادين فى فلوكة كانت المحصلة اكثر من ثلاثمائة كيلو فى سهرة.
وبالمناسبة لو كانوا الثلاثة وحدهم بدونى لكانت محصلتهم اكثر!
موسم الشعور عادة يبدأ من شهر أبريل ويستمر عادة إلى شهر أغسطس تقريباً.
حين اتيت إلى الغردقة كانت حياة الصيادين تعتمد على موسم الشعور بمعنى أنه حين تسأل الصياد عن ميعاد تجديد عفش منزله يرد عليك :
إن شاءالله فى موسم الشعور.
أو إذا سالته متى زوجت ابنتك فيقول لك فى موسم الشعور الماضى.
ربما لذلك فإن زوجات الصيادين كن يفضلن أن تكون النقود معهن لأنه من يزوج ابنته فيمكن أن يتزوج هو نفسه….. وأيضا فى موسم الشعور!!

عارفين إعلان القناة الذى يقول ( معانا مش ح تقدر تغمض عينيك ) ؟!
أنت مع فرشة الشعور حقيقى ( مش ح تعرف تريح ايديك )
لأنه ما أن تنتهى من صيد واحدة وترمى الخيط فى ثوانى تجد أخرى وهكذا السهرة لو صادفت السرب.
وبالمناسبة امتع ما فى سمكة الشعور هو صيدها.
فهى خين تبلع الطعم تبدأ فى الشد ثم أثناء إخراجها لك تتوقف فى الماء ولا تتحرك !
فتضطر أن ترخى لها الخيط قليلا وبعدها تجذبها اليك وبعد فترة تتوقف فتضطر أن ترخى لها…… وهكذا متعة لا نهائية لصيدها.
ولم سمكة الشعور ابيض وطرى وله طعم ممتاز وذو مذاق خاص ويمكنك أن تطهوه كما تشاء فلمحبى المقلى لهم نصيب كبير فيه ومن يفضله بطريقة السنجاري فهو اطعم وهواة الشوى يمكنهم أن يستمتعوا به جدآ.

والقاعدة العامة المهمة للشعور هى ببساطة………لا قاعدة وساشرح لك لماذا؟
مثلا حجم السنارة…..هناك مدارس عدة فى حجم السنارة فمنهم من يفضل سنارة مماثلة لسنارة البونجز أو أكبر قليلا.
على الجانب الآخر هناك من يستخدم سنارة ثلاثة أضعاف هذا الحجم.
ثقل الرصاصة……..هناك من يستخدم رصاصة خفيفة وهناك من يفضل رصاصة ثقيلة.
حجم الخط أيضا نفس الشيئ.
هناك من يعتقد أن القمر هام جدا للصيد وهناك من يفضل الأيام المظلمة سواء بدايات الشهور القمرية أو نهاية الشهور القمرية.
وكذلك سرعة الرياح والمد والعمق……. الخ
أنا بنفسى اصطدت الشعور فى جميع الأحوال سواء كان هذا خاصا بظهور القمر او العمق أو حجم السنارة والمد.
لكن من المتعارف عليه هو أنه فى حالة عدم وجود السمكة فانك ( تجس ) الشعورة وفى هذه الحالة يفضل أن يكون حجم الخيط قليلا يعنى خيط ستين كويس جدا وكذلك الرصاصة تفضل أن تكون خفيفة نوعا والسنارة صغيرة.
طيب ماذا لو دخل الشعور ؟!
ينصح أن تغير كل هذا إلى الأكبر وسأقول لكم لماذا.
هذا يعنى أن تكون الرصاصة أثقل والخيط اسمك والسنارة اكبر.
طيب إيه الحكمة؟
بداية يجب أن تعلم أنه غير مضمون تواجد الشعور لفترة طويلة لذا يجب عليك اغتنام الوقت ( وهذا فارق جوهرى بين الهاوى والمحترف)
لذا فأنت فى حاجة أن يصل خيطك سريعا الى السمكة فبالتالي يجب أن تكون الرصاصة أثقل والخيط يكون اسمك حتى تشد السمكة بسرعة والسنارة اكبر حتى تضمن لكعة السمكة سريعًا.
حتى الآن لم اجد متعة الصيد مثلما وجدت حين يهجم عليك الشعور…….. صدقوني مهما حاولت أن اشرح لكم المتعة فلن استطيع وربما فقط من صادفه سرب الشعور هو من يتفهم ما أقوله.

ولكن على الجانب الآخر كم من مرات عديدة سهرت لتلك السمكة ولم يكن لى نصيب فى سمكة واحدة !
وكم من مرات اقسم- بينى وبين نفسى طبعا – باغلظ الايمان أن هذه اخر مرة اذهب لصيد الشعور…….!!
وكم من مرة نهمس لسمكة الشعور بأننا سوف نعاملها بكل احترام كما ولو كانت مدرستنا فى الابتدائى أو كما ولو كانت سيدة القطار ولكن السمكة اللئيمة تعلم أننا سنعاملها كماولو كانت رانيا يوسف فى مهرجان الجونة أو مهرجان القاهرة !
حين قال مولانا الشافعى :
إذا المرء لا يلقاك إلا تكلفا…………………..فدعه ولا تكثر عليه التاسفا
ففى الناس ابدال وفى الترك راحة…..( وفى القلب صبر للحبيب ولو جفا )
والشطر الأخير هو المراد لأن حبى لسمكة الشعور اكبر مما تتخيل .
إن رحلة الصيد ثلاثة أيام حوالى إثنين وسبعين ساعةمثلا………هل تعلم ان ثلاثة ساعات طوال الرحلة تجعلك تنسى باقى الساعات ويمكنك تفويل اكثر من ايس بوكس فى تلك الساعات الثلاث.

هذه وجهة نظر وهناك من لا يود المقامرة بالذهاب إلى الفرشة مفضلا الصيد العادى وهى أيضا وجهة نظر محترمة.
وكل شئ له ميزته وعيبه.
أذكر طرفة لكم بمناسبة عبارة كل شئ له ميزته وعيبه.
كان لنا زميل يعتبر اطول من بالدفعة ( حوالى 190 سم) وحين خطب زميلة كانت اقصر من بالدفعة وحين ناقشته في هذا قال لى:
كل شئ يا بو حميد له ميزته…….تعرف أنها لحد دلوقتى ما تعرفش إن أنا اصلع !

ختاما هناك الكثير والكثير يمكن كتابته عن الشعور وموسم الشعور واكتفى بهذا القدر القليل داعياً المولى عز وجل أن يكون هناك استفادة ولو ضئيلة لاخوتى هواة الصيد.
أرفقت بعض صور سمك الشعور مع ملاحظة أنى عادة لا أحب الصور.

اخوكم
د.محمد خاطر

x

‎قد يُعجبك أيضاً

قنا في عيد الصحه الثالث