مصارحة وبدون زعل

سلسلة مقالات بقلم د. محمد القاضي

ان حزنى على وفاة أطباء وممرضين وفنيين معامل وأشعة فى مستشفيات “العزل” التابعة لوزارة الصحة تحديدا من الحميات والصدر لشديد وعلى أسرهم أشد وأسأل الله أن يتقبل جميعا من شهداء المهنة فى مباشرة مرضى مؤكد أنهم مصابين بالكورونا
★ ومهنتم تحتم عليهم التعامل المباشر و”اللصيق” بإجراءات طبية متنوعة وتركيب وصلات الأجهزة وتشغيلها والحقن وتركيب كانيولات وتعليق محاليل وكذلك عمال النظافة ونقل المخلفات الطبية الخطرة ،
ويكون إصابتهم بالعدوى بالكورونا بسبب المهنة
وتكون الاسباب محصورة بالدرجة الأولى تعود :
1- لعدم الاعداد والتأهيل والتدريب الجيد لمواجهة مثل تلك الجائحة الوبائية،

  • ( ودى مسئولية مباشرة لفرق مكافحة العدوى بالمستشفيات ومنظومة عمل الفرق وقائيا اللى أصبح غالبية روتينيا و”ورقيا” دون رقابة ولا متابعة !؟ )
    2- عدم توافر الوسائل الوقائية ومستلزماتها الطبية
  • ( ودى مسئولية مباشرة لفريق مكافحة العدوى وإدارة المستشفى من مديرها العام والمدير المالى والادارى ومدير المخازن والتموين الطبى لأن منظومة المخازن فى الرقابة والمتابعة والتقويم فيها تقصير شديد !؟)
    ★ وذلك يعود على القيادات المسئولة عن كل قطاع مختص بالوزارة لأنها تعتمد على إحصائيات وبيانات يطلبوها فى الغالب على عجل فيتم فبركتها ثم تبنى عليها قرارات تصدم دائما بالواقع ،
    3- التهاون فى تطبيق استراتيجية الطب الوقائى على مستوى الوزارة ومديرياتها يوما بعد يوم منذ عام 2006 تحديدا !؟
    ★ وانقلبت منظومة التكليف ” بنظام الاشتراكية ” التى افتقد كل مقومات تشريعة فى ستينات عهد الزعيم ناصر ،
  • و التى لا تنفذها أى وزارة أخرى غير الدفاع والداخلية بتعيين كل خريجى كليات ومعاهد المهن الطبية العامة والخاصة الت. استثمرتها الجامعات الخاصة فى زيادة مصروفاتها ،
    ★ وأصبح التهرب من العمل فى الوحدات الصحية فى المناطق الحدودية والنائية والريفية فأصبح الأطباء من ذلك التاريخ غالبيتهم ليس لديه أى معلومات عن الطب الوقائى لكون العلاجى هو مبتغاهم لتعويض ماتم صرفه فى دراستهم للطب ،
    وبالتالى أصبح الحصول على الماجستير للتخصص من أجل أن يكون أخصائي ويتعامل مع المرضى فى عيادته الخاصة بالفيزيتا ،
  • أما حصوله على دورات أو دبلومات مهنية فى الإدارة أو مكافحة العدوى أو الجودة ليس بقناعة داخلية وانما فى الأغلب الاعم للتهرب من النوباتجيات والعمل الليلى للتفرغ لعبادته الخاصة،
  • وايضا تعطيه أولوية للعمل بالخليج أو بالمستشفيات الخاصة حتى دبلومة طب الأسرة غالبا عشان يعمل بها فى الخليج ،
  • ويتحجج الطبيب حديث التخرج بكيف يعمل فى وحدة صحية بعد 7 سنوات دراسة ومن غير ما يكون مؤهل !!؟
    وبذلك تكون الأسباب الثلاثة المذكورة هى مسؤولية كاملة وزارة الصحة ،
    ★ اما بالنسبة لمن توفى من الكوادر الطبية بأى جهة ” غير ” مستشفيات العزل لوزارة الصحة سواء طبيب أو ممرض أو فنى معامل أو أشعة وعامل نظافة ونقل نفايات بالمستشفيات الخاصة التى تغالى جدا بأسعار خيالية مستغلة لظروف الجائحة أو العيادات الخاصة أو التابعة لأى وزارة أخرى سواء كانوا من الأطباء والتمريض وفنيين المعامل والأشعة ،
    فلماذا نلقى اللوم فيها على وزارة الصحة التى قصرت بالتأكيد فى حماية منسوبيها ولم توفر لهم الحماية الكاملة ،
    ★ فهل تتكرم وزارة الصحة أن تنشر أسماء أو اعداد الكوادر الطبية التى توفت أثناء مجابهتها لمرضى الكورونا فى محل عملهم بسبب مهنتهم للتوضيح ،
    اندهش واترحم على اطباء نساء وتوليد أو تخصصات أخرى غير تخصصات الصدر والحميات والباطنية والأطفال كمان من غير العاملين فى مستشفيات الصحة المخصصة للعزل ،
    فلابد لجهة عملهم الخاصة أو عيادته الخاصة ان تكون وفرت كل الوسائل والمستلزمات الطبية الوقائية ،
    وهل الاطباء اخذوا بالاجراءات الاحترازية والوقائية فى عياداتهم الخاصة وللعاملين معهم !؟
    ★ بالتأكيد وزارة الصحة هى المسؤولة عن وفاة كوادرها الطبية بمستشفيات العزل بالعدوى بفيروس الكورونا وايضا أى من أفراد أسرهم ،
    ★ علما بأن وزارة الصحة هى المسؤولة دستوريا عن صحة المواطن والمجتمع والمقيم على أرض مصر فى مثل تلك الأوبئة التى تعتد كجائحة عالمية عجزت عنها أعظم وأغنى التحكم والسيطرة عليها ،
    د.محمد القاضى
x

‎قد يُعجبك أيضاً

قنا في عيد الصحه الثالث