الدواء: إطلاق أول دراسة للنباتات الطبية البرية في مصر
في إطار حرص الدولة على دعم المنظومة الدوائية المصرية، وتشجيع اقتصاديات الدواء، وإيمانا منها بأهمية زيادة إنتاج النباتات الطبية البرية، واستعمالها في برامج التداوي بالأعشاب وفق معايير جودة تمكن من الاستفادة المثلى منها بوصفها أحد أهم الثروات القومية التي تسعى الدولة إلى تنميتها وزيادة الرقعة المزروعة منها.
أعلنت هيئة الدواء المصرية إطلاق أول دراسة للنباتات الطبية البرية في مصر، والذي يعد أحد اللبنات والركائز الأساسية والمهمة التي تساهم في إعداد دستور الدواء المصري، الذي تسعى هيئة الدواء المصرية إلى إعداده وصياغته في الفترة الحالية.
وفي كلمته التي ألقاها الأستاذ الدكتور أيمن الخطيب، نائب رئيس هيئة الدواء، أمس الخميس 24 ديسمبر 2020، بمناسبة حفل تكريم أعضاء اللجنة التي قامت بإعداد الدراسة العشبية ” المونوجراف” للنباتات الطبية البرية في مصر؛ أكد الخطيب أن الدراسة العشبية “المونوجراف” للنباتات الطبية البرية في مصر تمثل إحدى الخطوات الهامة للمساهمة في إدراج استخدام النباتات البرية المصرية في صناعة الأدوية، وذلك من خلال “توفير المعلومات العلمية حول سلامة وفاعلية وجودة النباتات الطبية البرية، تسهيل الاستخدام المناسب لها، تسهيل تبادل المعلومات وإجراءات التسجيل”.
ومن جانبها أوضحت الدكتورة حنان أمين، رئيس الإدارة المركزية للمستحضرات الصيدلية بهيئة الدواء، أن اللجنة المشكله قامت بوضع ومراجعة دراسات عشبية “مونوجراف” خاصة بثلاثة عشر نباتا طبيا بريا مصريا وهي ” السنط، القيصوم، كزبرة البئر، دمسيسة، كف مريم، الشيح، كبار، سموة، حلفابر، السعد، حب اليسار، بردقوش”، وأن الدراسة العشبية “المونوجراف” الحالية تتكون من مجموعة من الأوراق العلمية التي اهتمت بتجميع معلومات مفصلة عن النباتات الطبية البرية المستخدمة في مصر، وتصنيفها وفق هيكل منطقي، كما يساعد توافر المعلومات النباتية والصيدلانية على تعزيز استخدام الأدوية العشبية بشكل آمن وفعال، وذلك من خلال مراجعة البيانات العلمية المتعلقة بها، كما يتبع كل دراسة فيها نسقًا موحداً من المعلومات، تليها قائمة المراجع الخاصة بها .
وأشارت إلى الأهمية القصوى التي تمثلها النباتات العشبية الطبية من خلال الحفاظ على التنوع البيولوجي للنباتات الطبية البرية، وحماية البيئة، وتعظيم الزراعة العضوية للنباتات الطبية لأهميتها في تحقيق أهداف التنمية المستدامة من خلال الاستغلال الأمثل للأراضي الصحراوية والمستصلحة، بالإضافة إلي المحافظة على مصادر المياه، حيث أن النباتات الصحراوية ذات استهلاك منخفض للمياه، وقادرة على تحمل عدم توافر إمدادات المياه الخارجية المستمرة لفترات طويلة.
وأضافت أن كل دراسة تحتوي على جميع المعلومات المتاحة، والنتائج العلمية الخاصة بالأنواع المختارة، بما في ذلك الأسماء والمرادفات والتوزيع الجغرافي، والأجزاء المستخدمة للأغراض الطبية، والمكونات الكيميائية الرئيسة، والاستخدامات الطبية التقليدية، والمستحضرات العشبية المرتبطة بالاستخدام الطبي، والجرعات وطريقة الاستخدام المرتبطة بدواعي الاستعمال المذكورة “موانع الاستعمال”، التحذيرات الخاصة ، احتياطات الاستخدام ، التفاعلات الدوائية ، أشكال التفاعل الأخرى ، التأثيرات على الخصوبة ، الحمل و الرضاعة ، التأثيرات على القدرة على القيادة واستخدام الآلات ، التأثيرات غير المرغوب فيها ، الجرعات الزائدة ، الخصائص البيولوجية ذات الصلة وإذا كان هناك أي معلومات إضافية أخري.
ونوهت إلى أنه سيتم تحديث هذا الإصدار بصفة دورية، وهو ما يتطلب وضع برامج التدريب والتوعية ونشر أهمية الاستعمال الأمثل والآمن للأدوية العشبية، واستخدامها على جميع المستويات، مع تقديم الإرشادات اللازمة لكافة المشاركين في هذا المجال، من خلال تعاون هيئة الدواء المصرية مع منظمة الصحة العالمية، و عمل بروتوكولات تعاون مع وزارة التعليم العالي والبحث العلمي، لاستكمال الملفات العلمية، ودرج الأدوية العشبية، والتعريف بأهميتها في المقررات الدراسية الجامعية لتطويرها.
يأتي ذلك في إطار حرص هيئة الدواء المصرية على النهوض بصناعة الدواء، وتسليط الضوء على الأهمية الدوائية والاقتصادية الناجمة عن الاستغلال الأمثل للنباتات الطبية البرية في مصر، ودعم وتشجيع الهيئة للاستثمار في هذا القطاع الدوائي؛ لما تمثلة من أهمية كبري تساهم في سد فجوة الاحتياجات المحلية من النباتات الطبية المصرية لتصبح مصدراً دائماً لإنتاج المستحضرات الدوائية العشبية مع إمكانية التصدير وإمكانية إنشاء صناعات صغيرة نتيجة لزيادة إنتاج النباتات البرية الطبية.