الدين .. ونظرية التطور” الداروينية “..( 3 )

بقلم دكتور / جاهين صديق

  · اتكلمنا فى البوست اللى فات عن نظرية التطور ومعاداة الديانات لها بمجرد ظهورها .. خصوصا بعد تأييد “ماركس ” وقادة الملحدين للنظرية وإيمانهم بها .. من باب (إنا بما آمنتم به كافرون ) .. وإن بمجرد ما تيجى سيرة داروين .. ينتفض رجال الدين الاسلامى والمسيحي واليهودى .. ده ابن كلب كافر ملحد .. ياعم الشيخ طب اسمع بيقول ايه .. أطلاقاً .. ماحدش يسمع له .طب كدة احنا بنعطل عبادة .. أمرنا الله بها .. يقول المولى :” قل سيروا في الأرض فانظروا كيف بدأ الخلق ” الانعام 11أمر صريح من المولى عز وجل .. بضرورة البحث والتنقيب والتفكر فى كيفية نشأة الخلق ..ياعم الشيخ .. لا انت عايز “تنظر” .. ولو عوزت .. مش عارف تبدأ ازاى .. وفى نفس الوقت مش عايز تسمع وجهة نظر اللى ” نظر ” وبحث ووصل الى نتائج .وبعدين لازم نعرف ان نظرية التطور ” الداروينية ” مش هي الوحيدة اللى بتؤكد مراحل تطور الكون .. بل ان هناك حوالى 8 نظريات أخرى زي “هنري هاكسلي” و “ريتشارد أوين” و ” الان ويلسون ” وغيرهم ..إلا ان “الداروينية ” أشهرهم .. ليس لقوة حجتها ولكن لأنها أصبحت عقيدة ومذهب إعتنقه فى الغرب الملايين .لكن العِلم يفرض نفسه .. وأصبح التطور هو واحد من أهم وأقوى المبادئ في العلم الحديث .. والعلم متفق على صحة مبدأ التطور .. واى جدل يدور خارج هذا الإطار يرفضه العلم .. إذن العلم يلزمنا بقبول التطور .. طب وماذا عن العقيدة .. وموروثنا الديني الذى يخالف هذة النظريات ؟؟وقبل ما ندخل فى مراحل تطور الانسان .. ذكرت فى البوست رقم (1) .. ان النص القرآني مقدس وثابت .. وان تفسير الناس بيختلف من عصر الى آخر .. حسب العلوم المتاحة فى البيئة المحيطة .. وكلما زادت ارضيتنا المعرفية .. اتسع افقنا ووصلنا لتفاسير- أكثر عقلانية – للنص لم يصل لها السابقون .لأن النص لا ينطق بذاته .. بل يُستنطق طبقا للأرضية المعرفية للقارئ ..علشان كدة أى آية من القرآن ح يستدل بيها هنا فى البوست .. ننسى تفسيرها اللى احنا عارفينه .. ونستقبلها بتفسيرها فى موضوعها النهاردة .. إلا اذا كان عند اي حد مننا دليل يثبت ان الاستدلال بالآية فى هذا الموضع فى غير محله .يختلف الدين مع نطريات التطور .. فى نقطين اساسيتين ..– بداية تكون الخلية الاولى .. والتى تتفق نظريات التطور على حدوثها ” صدفة أو عن طريق الطفرة ” .. ولكن الدين يرفض هذا الافتراض .. وان كل مايحدث فى ملكوت السموات والارض .. انما هو مخطط له .. وفق منهج وقانون إلهى دقيق ومحكم وبإرادة العليم الحكيم .والنقطة الثانية هى خلق آدم :أثبتت نطريات التطور وجود كائنات شبيهة بالانسان فى ازمنة سابقة لوجود الانسان الحالى منحدرة من تطور طبيعى لحيوانات اخرى .. وان مافيش انسان اسمه آدم .سامع واحد بيسألني :- يعنى إيه .. هل كان هناك انسان موجود قبل آدم ؟؟– والإجابة قولا واحدا .. نعم .. يوجد انسان قبل خلق آدم .- انت بتقول إيه .. يعنى احنا فعلا منحدرين من القرود ؟؟– ايوة بالظبط كدة .- ازاى .. الانسان أعظم المخلوقات واللى ربنا أكرمه .. يبقى منحدر من الشامبانزي والقرود ؟؟– يعني انت كل اللي وجعك .. ان “داروين” أثبت انك منحدر من القرود ؟؟ .. طب هو الانسان اللى ربنا أكرمه :أكرم له ان يبقى مخلوق من تراب ؟ ولا يبقى مخلوق من الماء ؟أكرم له انه يبقى مخلوق من تراب ؟ ولا يبقى منحدر من نبات ؟أكرم له إنه يبقى مخلوق من تراب ؟ ولا يبقى منحدر من حيوان ؟أكرم له انه يبقى مخلوق من تراب ؟ ولا يبقى منحدر من أعلى المملكة الحيوانية ؟ايوة .. الانسان منحدر من كل دول .. وح نشوف مع بعض ازاى .لو نظرنا الى الموروث الديني فى هذة الاشكالية .. سنجد ان الدين يتوافق مع نظريات التطور بنسية لاتقل عن 95% .. ازاي ؟؟جميع مراحل التطور اللى اتفقت عليها كل نظريات التطور .. وهى البداية من اتحاد الغازات لتكوين الماء الى الخلية الى الطحالب والمملكة النباتية ثم المملكة الحيوانية ثم الحيوانات العليا .. موجودة صريحة فى القرآن .ونبدأ من أول الخيط .. كل نظريات التطور متفقة على أن بداية الكون بدأ بالانفجار العظيم ( ال بيج بانج ) .. نتج عنه جسيمات صغيرة جدا أصغر بكتير من البروتون .. ومع استمرار تبريد الكون اتحدت وكونت ذرات الغازات بدءا بالهيدروجين.. وبعد برودة الكون ظهرت الذرات المتعادلة وتجمعت مكونة غيوماً غازية أشبه بالضباب الكثيف .ويقول المولى :” ثم استوى إلى السماء وهي دخان .. فقال لها وللأرض ائتيا طوعا أو كرها .. قالتا أتينا طائعين ” فصلت 11نشوف مراحل الخلق .. وفى البداية علشان نبعد عن إشكالية خلق آدم .. خلينا نقسم المخلوقات الى قسمين :سيدنا آدم وحده فى قسم .. وباقى الكائنات فى الآخر .ونبدأ بالكلام عن باقى المخلوقات .. والآية صريحة مش محتاجة تفسير .. يقول المولى :” والله خلق كل دابة من ماء ” النور 45 لكن هل آدم يعتبر من الدواب ؟؟ .. ح نشوف !!وعن مراحل خلق الإنسان .. يقول المولى :” وجعلنا من الماء كل شئ حى ” الانبياء “هُوَ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن طِينٍ” الأنعام” وَاللَّهُ أَنْبَتَكُمْ مِنَ الأرض نباتا ” نوح 17ما أهو الآيات واضحة لمراحل التطور المختلفة لخلق الانسان .. يعنى احنا بنرفض ان يكون أصلنا ماء أو اصلنا نبات .. وفرحانين قوي بأن اصلنا تراب وطين وصلصال .. ولما الخواجة “داروين” يقولنا اننا منحدرين من القرود والحيوانات – اللى مظاهر الحياة والحيوية فيها اعلى بكثير من النبات ومن التراب – يركبنا ميت عفريت . إشمعنا مرحلة التراب اللى متبتين فيها ؟؟ .. كل ما نسمع سيرة التطور .. يقول لك لأ “إن مثل عيسى عند الله كمثل آدم خلقه من تراب “.. خلاص خلينا فى التراب اللى حابسين نفسنا فيه.وبعدين .. طب لما مثل عيسى كمثل آدم .. هو سيدنا عيسى ربنا خلقه من تراب ؟ خلق مباشر يعني .. وشكِّله وقال له كن فيكون ؟؟ .. ماحصلش !!وبعدين ” كن ف يكون ” دى .. مش (كن ف كان) .. معنى (ف يكون) انه ياخد مراحله الطبيعية (ليكون) .. بدليل ان سيدنا عيسى لما ربنا خلقه (خلق خاص) .. قال له (كن فيكون) فضل تسع شهور فى بطن السيدة مريم لغاية ما (كان).. وكذلك الحال بالنسبة لسيدنا آدم .. لما قال له كن ف يكون .. ياخد مراحله الطبيعية .. سواء يوم شهر سنة أو ملايين السنين .. بس لازم (يكون) .الآية دي .. المقصود بيها ان سيدنا المسيح لم ياتي الى الدنيا من تزاوج ذكر مع انثى كبقية البشر .. ولكنه حالة استثنائية (خلق خاص) زى حالة سيدنا آدم .. وان الاتنين مخلوقين أصلهم (من الأساس) من التراب لينفي الصفه الإلهية عن المسيح عليه السلام اللي بدات تنتشر بين الناس .. لكن لا المسيح ولا آدم عليهما السلام خلقوا (الخلق المباشر) اللحظي .. من التراب . وفيه حاجة عايز أشير اليها .. ان القران غالبا ما يفرق بين استخدامه لفظ ” بشر ” ولفظ ” انسان ” .. استخدم القرآن لفظ “بشر” فى الاشارة الى آدم ومن بعده من ذريته وهو الانسان المكرم فى صورته السويَّة بعد نفخ الله فيه من روحه .. واستخدم لفظ ” الانسان ” للإشارة الى الانسان ما قبل آدم غير العاقل ” الانسان الدابة ” واطلق الاسم ده لإشتراكه مع الدابة بظاهرة الدبيب بالإضافة الى قلة قدراته العقلية والذكاء .. ولذلك يشير فى بعض الآيات ب ” الانسان” الى بعض بنى آدم وهم فى حالة التدني الى جنسهم البدائي الغير العاقل .. مثل قوله ” خلق الانسان هلوعا ” وكان الانسان عجولا” وكان الانسان اكثر شئ جدلا ” وكان الانسان كفوا “.. نرجع لموضوعنا وخلق آدم .. يقول المولى :”ولقد خلقنا الإنسان من صلصال من حمإ مسنون .. والجان خلقناه من قبل من نار السموم .. وإذ قال ربك للملائكة إني خالق بشرا من صلصال من حمإ مسنون .. فإذا سويته ونفخت فيه من روحي فقعوا له ساجدين” الحجر 26-29ولو لاحظنا ترتيب الآيات نلاقيها بتتكلم بوضوح عن سبق خلق “الانسان الدابة” لخلق البشر الآدمي العاقل ..ففى الآية الاولى يتحدث المولى بالفعل الماضي المنتهي عن خلق الانسان البدائي .. ثم فى الآية التالتة يخبرنا عن الخطة المستقبلية لخلق البشر الآدمي .. وفرق فى المسمى بين ” الانسان والبشر ” .. واستخدم فى الآية التالتة لفظ ” اني خالق ” أي لم يخلق بعد ولكني سوف اخلق بشراً من نفس المادة المخلوق منها الانسان الأول .. والذى سيكون سيد الكائنات بعد اعداده للخلافة وعمارة الأرض وبناء الحضارات.وهذا يفسر قول الملائكة فى سورة البقرة ” أتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء ” .. لأن الملائكة رأت هذا الانسان المخلوق الغير عاقل قبل تكريمه .. ولاحظت سلوكياته البدائية وافساده وسفكه للدماء .. فيقول المولي ” انى أعلم مالا تعلمون ” لانكم مش عارفين بعد تسويته ونفخ الروح .. سوف يصير مخلوق مختلف عن ذلك الذي شاهدتموه وتعرفونه .لكن السؤال اللى يطرح نفسه .. اشمعنى الصفتين دول بالذات اللى كانوا سبب تعجب الملايكة ؟.. مع ان فى الانسان صفات كتير وحشة وممكن تكون ابشع من دول ؟؟ .. نشوف الصفتين دول بيشيروا الى ايه ؟؟1 – الافساد : نضرب مثل .. لو انت اشتريت طابعة للكومبيتر .. وظيفة الطابعة دى انها تنقل الكلام المكتوب فى الكومبيوتر وتحوله الى كلام مطبوع على ورق .. لو حصل “خلل” فى نظام الطابعة .. ح تختل وظيفتها .. وتبقى ” فسدت “.وكذلك .. كل شئ مخلوق فى الكون له وظيفة ونظام محدد يمشي عليه .. ولما يخرج من عن وظيفتة أو النظام اللى خلق من أجله يصبح ” فاسد”. والملايكة شايفة ان اللى حيكون مسئول عن الخلافة وعمارة الارض .. تتطلب ان يكون ملتزم بنظامه ومنسجم تماما مع نظام الكون حولك .. وزى ماذكرنا انها عرفت ان هذا المخلوق عنده قدره ان يخل بالنظام .. وهذا يتناقض مع كونه خليفه سيعمر الارض .2 – سفك الدماء : الخلافة وإعمار الارض وبناء الحضارات على مدار الاف السنين القادمة .. تتطلب ان يكون هناك توارث للخبرات ونقل موروثات وتتابع حضارات موروثة جيل بعد جيل بعد جيل عن طريق التناسل .وان القتل هو قطع لتسلسل نقل الخبرات المتوارثة دى .. وقطع الإتصال والتواصل بين الاجيال .. وده ح يخل بالخلافة واعمار الارض على مدار الاجيال المتوارثة .. علشان كدة كانوا مستغربين .نرجع ونشوف الحديث القرآني الذي يُشير على أن الخلق الإنساني أقدم خلقاً من البشر الآدمي بقوله تعالى : ” هل اتى على الانسانِ حينٌ من الدهرِ لم يكن شيئا مذكوراً “الآية دى كنت فاهمها انها تقصد فترة ماقبل خلق الانسان .. لما ماكانش موجود .. بس ربنا ماقالش (لم يكن شيئا) فقط .. ولكن الآية بتشير الى شئ لكنه شئ مالوش ذكر .. وطالما شئ يبقى موجود مخلوق .. وهنا تشير الآية على طور مهمش من مراحل تطور الانسان .. كان قد عاشه هذا الإنسان البدائي القديم .. بدون أن يُسلط عليه ضوء .. فعاش في فترة من الزمان بدون أن تُسطر فيها قصته .. وبقي على هذا الحال إلى أن إنتهى دوره من دون أن يحدث له ذكر.. وبدون أن يُعلَنْ عنه .ننتقل الى مرحلة تانية .. يقول المولى :” إن الله إصطفى آدم “الآية دى بتحدثنا عن إصطفاء آدم .. والإصطفاء هو اختيار من جماعة من نفس الجنس .. بل من صفوة الجماعة .. طب منين ربنا إصطفى آدم وهو أول الخلق مافيش غيره؟؟ .. يبقى أكيد ربنا أصطفى آدم من مجموعة من جنس الانسان كانوا موجودين .. وكنا بنفسر الآية دى بأن ربنا إصطفاه (بالنبوة) مع باقى الأنبياء من بنى البشر .. ولكن لو تأملنا قول المولى :”ولقد خلقناكم ثم صورناكم ثم قلنا للملائكة اسجدوا لآدم ” نلاحظ أن الله يحدثنا نحن “البشر” عن مرحلة خلق جنس الانسان ماقبل آدم .. ويتحدث بصيغة (الجمع) “خلقناكم ثم صورناكم” والكلام كله فى الماضي .. ولاحظ ” ثم” وهى تفيد الترتيب مع التراخي .. يعنى فيه فترة زمنية بين الخلق والتصوير على اشكال متعدده .. الفترة دى قد إيه .. ممكن تكون ايام أو شهور أو سنين او أكتر .. وبعدين ” ثم” – فترة زمنية تانىة – قلنا للملائكة اسجدوا لآدم وحده (مفرد) .. يعنى أمر السجود كان لآدم وحده مش لجميع من تم خلقهم .. ولا لجميع من تم تصويرهم وتشكيلهم .. لكن السجود لشخص واحد حدده المولى بالأسم (آدم) .. الذي اصطفاه ممن خلق من جنس الانسان الأول التى سبقت خلقه وتم تصويرها وتشكيلها من قبل .كما يقول المولى :” ولقد خلقكم اطواراً” يعنى على مراحل متعددة من التطور .. واللى إنتهت بالإصطفاء ل آدم وتسويته واعداده للخلافة وعمارة الأرض وبناء الحضارات .وننتقل للآية التى تزيل أى شك فى حدوث التطور بقول المولى :”الذى احسن كل شئ خلقه .. وبدأ خلق الانسان من طين .. ثم جعل نسله من سلالة من ماء مهين .. ثم سواه ونفخ فيه من روحه .. وجعل لكم السمع والأبصار والأفئدة قليلا ما تشكرون ” السجدة 7-9ف الآيات دى بتكلمنا بكل وضوح عن تطور خلق الانسان .. بداية من الطين .. وبعدين أدخل عليه التعديلات والتحسينات .. ومعنى “الذي أحسن” أي الذي حسَّن أي أدخل عليه التحسين .. ف ربنا لم يقل انه خلق كل شئ حسناً أو محسنا .. ولكن المعنى انه أحسن كل شئ بعد خلقه .. وأن الخلق كان قد سبق التسوية والتحسين.. فلم يُبقي الله على أي شيء خلقه على حاله .. ولكن نمّاه ورقّاه وحسّنه وطوّره وأدخل عليه التحسين .. وبعدين تناسل وانتج سلالات وأجيال .. ولاحظ وجود “ثم” بين كل مرحلة ومرحلة وزى ماقلنا الكلمة دى بتفيد وجود فترة زمنية .. قد ايه مانعرفش سنة ولا عشرة ولا ألف ولا مليون مانعرفش .. وبعد ده كله خضع لعملية تسوية وتعديل وتزويده بقدرات عقلية وذكاء نتيجة لنفخ الروح فيه .فيه ايه اكتر من كدة دليل على حدوث التطور .الآيات القرآنية كتير اللى بتثبت إن سيدنا آدم مش أول جنس الانسان على كوكب الأرض .. ومش حيكفينا بوست ولا اتنين لسردها .. لكن نشوف الآية دى قبل ما ننهى البوست .. يقول المولى :”وربك الغني ذو الرحمة .. إن يشأ يذهبكم .. ويستخلف من بعدكم ما يشاء .. كما أنشأكم من ذرية قوم آخرين ” الأنعام 133 وفيها يخاطب المولى عموم البشر .. وهو الغني عن العالمين – لو أراد – أن يذهبكم ويفنيَكم .. ويأتى بقوم آخرين يجعل فيهم الاستخلاف ( الخليفة ) على الأرض بدلا منكم .. كما أنشأكم أنتم بني البشر من ذرية كائنات أخرى من بنى الإنسان .. كانت تعيش قبل اختيار آدم ليصبح الخليفة فى الأرض .كان لإكتشاف الحفريات والمتحجرات بداية من القرن الثامن عشر .. الفضل الأكبر فى دعم نظريات التطور .. وكان من أهم انواع المتحجرات هي حفرية الهوموسابينس ” 20 الف سنة” .. وحفرية النايندرتال ” 40 الف سنة ” .. وحفرية ال هومواريكتوس ( الانسان المنتصب)”200 الف سنة” .. فيه حاجة مهمة جدا عايز أشير اليها قبل ما انهى البوست.وهى تكوبن هذة المتحجرات الحفرية عن طريق ( التمعدن أو التحجر ).. لما بيموت الكائن الحى ويدفن فى التربة الرسوبية اللى بتحتوي على المياة المعدنية واللى فيها معدن السيليكا (عبارة عن الحجرالصخري) و معدن الكالسيت (حجر اللايم ) و معدن البايرايت (كبريتيد الحديد) و معدن الهيماتايت (ثلاثى اكسيد الحديد) .. بيتحلل جسد الكائن الحي تدربجبا .. وبتحصل عملية احلال تدريجي للمعادن دي مكان خلايا وانسجة الجسد المتحلل وخاصة العظمية منها .. وتتماسك وتتقارب وتتلاصق جزيئات المعادن دى .. وتطرد الماء وتدفعه خارج الأنسجة والخلايا العظمية وتحل مكان ما كان قد ذاب من الجسد .. وتكِّون نسخة شبيهة لأصل الجسد مكونة من معدن الحجري أو معدن الحديد .. تستغرق هذة العملية مئات السنين .. وتساعد هذة المعادن على معرفة عمر الحفرية بدقة اكبر .والسؤال:علم الحفريات اُكتُشف فى أواخر القرن الثامن عشر .. ياترى ما هو القصد الحقيقي للنص القرآني فى هذة الآيات التي تنزلت فى القرن السادس الميلادى .. ردا على سؤال المشركين .. بقوله إن لم تكتفوا ببعثكم من الرفات والتراب .. فما رأيكم ببعثكم من مرحلة أبعد من تفكيركم وعلومكم .. بل سيكون هذا الرد عبرة مستقبلية للأجيال القادمة .فى قوله تعالى :” وقالوا أإذا كُنّا عظاما ورفاتا ائنا لمبعوثون خلقا جديدا .. قُلْ كُونُوا حِجَارَةً أَوْ حَدِيدًا .. أو خلقا مما يكبر في صدوركم .. فسيقولون من يعيدنا .. قل الذي فطركم أول مرة ” الإسراء 49-51 .وستظل نظريات التطور عاجزة عن الوصول إلى حلقة الوصل بين انسان الدياندرتال والإنسان الحالي .. وستظل عاجزة عن الإجابة عن لماذا لم تظهر دلائل العقل بظهور الهوموسايبينز بالرغم من ان هذا الانسان لديه نفس حجم المخ من 200 الف سنة بعد تطوره عن الهومو إريكتوس .وستظل معجزة الموقف العظيم الذي حدث فى الملأ الأعلى .. والاختصام الذي حدث فى شأن آدم .. وامتناع ابليس من السجود له ومحاجاة ربه فى تفضيل آدم عليه .. كان هذا الموقف هو البداية لبنى البشر المكلفين الذين عمروا الأرض وأقاموا الحضارات .“قُلْ هُوَ نَبَأٌ عَظِيمٌ (67) أَنْتُمْ عَنْهُ مُعْرِضُونَ (68) مَا كَانَ لِيَ مِنْ عِلْمٍ بِالْمَلَإِ الْأَعْلَى إِذْ يَخْتَصِمُونَ (69) إِنْ يُوحَى إِلَيَّ إِلَّا أَنَّمَا أَنَا نَذِيرٌ مُبِينٌ (70) إِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي خَالِقٌ بَشَرًا مِنْ طِينٍ (71) فَإِذَا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِنْ رُوحِي فَقَعُوا لَهُ سَاجِدِينَ (72) …… إِنْ هُوَ إِلَّا ذِكْرٌ لِلْعَالَمِينَ (87) وَلَتَعْلَمُنَّ نَبَأَهُ بَعْدَ حِينٍ (88)” سورة ص وأخيرا .. استغفر الله ان كان بعض أو كل ما نُشر فى هذا المنشور .. يحيد عن الحقيقة .سبحان اللهم وبحمدك .. لاإله إلا أنت .. أستغفرك وأتوب إليك .دمتم بكل الخير

x

‎قد يُعجبك أيضاً

قنا في عيد الصحه الثالث