كان في بوست من فترة طويلة كانت كاتباه بنت بتحكي إن مامتها كانت قاعدة تعمل محشي وأذان العصر أذّن فقامت تصلي قبل ماتكمل المحشي، وماتت وهي بتصلي!
البنت لما بَصّت على حلّة المحشي بعدين اكتشفت إن مامتها كان باقيلها آخر سطر بس وتخلص الحلّة، وكانت متأثرة جدا بإعتبار إن آخر سطر في حلّة المحشي بتبقى الواحدة مننا عايزة تخلّصه وتخلص بقى من وجع الدماغ بتاع المحشي وتغسل إيدها كده وتفوق
البنت بروزت فكرة البوست في نهايته بطريقة تهزك، إن لو مامتها كانت قررت تخلص المحشي الأول وبعدين تصلي كانت ماتت وهي بتعمل محشي، فرق شاسع بين الموتة دي ودي، فرق شاسع لما تُبعث على ما ماتت عليه
البوست ده من ساعة ماقريته معلّم معايا جدا، فكرة لحظية القرار، بساطة الاختبار، عادية الموقف!
إنك ممكن تمر بمواقف زي دي كتير جدا وماتلفتش نظرك أصلا..
هخلص آخر حبة محشي وأقوم أصلي
هكمل آخر ورقة في الملزمة وأقوم أصلي
هبعت الإيميل ده بس وأقوم أصلي
هغير للبيبي وأقوم أصلي
هكمل كوباية الشاي دي وأقوم أصلي
من ساعتها وانا كل ما أسمع الأذان، أفتكر الموقف، واستوعب خطورة الاختبار، فأسيب اللي ف إيدي وأقوم أصلي..
ده الدرس الأول
تاني درس بستشعره من القصة دي
إن الأم الجميلة الطيبة الي ماتت موتة نتمناها كلنا دي، أثر فعلها البسيط امتد لِمَ بعد مشهد وفاتها، امتد لحد ما أثّر في حياة ناس عمرها لا شافتها ولا عرفتها، لكنها اتعلمت منها بعد وفاتها، سبحانه اللطيف الخبير، اللي جعل لحظة اختيارها وصِدق نيتها سبب في صدقة جارية أودعتها في نفوس كتير من بعدها
جايز نتعلم إنك لو ركزت مع كل موقف وأخلصت فيه نيتك لله بالشكل ده، ربنا هيجازيك فوق الأجر أجور كتير ماكانتش تخطر على بالك
ونرجع ونقول مَن عاش على شيءٍ – غالبًا- مات عليه، فعِش لله يجعل لك أسعد أيامك يوم تلقاه?