وحشتينى يا امه

بقلم د. جاهين صديق

انت فين يا أمى ….
كنت جاى من البلد … بعد ما قضيت العيد هناك …
ولقيت رجليا واخدانى ” زى عادتها ” علي بيتك … علشان اعيد عليكى .
وقفت قدام الباب … لقيت الشقة ضلمة … قلت اكيد نمتى بدرى زى عادتك وتقومى بعد ساعتين لقيام الليل .
كنتى واحشانى … فضلت اخبط على الباب … لغاية ما طلت عليا اختى فاطمة من الدور اللى فوق .. قالتى لى مفيش حد عندك فى البيت .
ساعتها افتكرت انك سبتى البيت بعد ما زهقتى من القعدة وحدك … ورحتى تقعدى عند اخواتك وامك وحبايبك جنب “سيدى عبد الرحيم القناوى” … انا عارف ان الحتة اللى هناك ” ونسة” .
طب ما روحتيش ليه تقعدى فى البلد جنب ” غيداء ” بدل ما تسيبيها وحديها .. طب دى مش حبيبتك برضو … براحتك يا امه … عموما المكان اللى ترتاحى فيه اقعدى فيه.
وادينى جيتك فى بيتك الجديد … اول مرة اعيد عليكى بعيد عن بيتك … اللى من ساعة ما وعيت على الدنيا .. وانا شايفك فيه وما كنتيش راضية تسيبيه … حتى لما كنت بااخدك معايا شهر ولا اتنين “عندى فى بيتى ” … بتكونى مش مرتاحة وعاوزة ترجعى بيتك .

يا امه …. انت سامعانى ولا نايمة … ولا ما تفرقش … ما انت طول عمرك شايفانى وسامعانى حتى وانتى نايمة … انا بالذات ” من دون اخواتى ” .. عمرى ما حسيت ان عينك نزلت من عليا حتى وانا بعيد عنك … دايما حاسس بيكى معايا … شامم ريحتك حواليا … حتى وانا برة مصر .

عاملة ايه يا امه …. مرتاحة … ماشاء الله عليكى … طب والله احلويتى .. وباين على وشك انك مرتاحة … ما انتى تعبتى كتير يا امه … طول عمرك زى النسمة … خفيفة على اللى حواليكى … مع انك كنتى شايلة همومنا كلنا … لكن عمر الابتسامة ما فارقت شفايفك .

سامحينى يا امه … انا طولت غيابى عنك المرة دى … لكن هانت … والله هانت … قريب قوى ح اجيلك … واقعد جنبك على طول … علشان انا كمان نعبت زيك … عاوز ارجع اقعد معاكى على طول زى زمان …. عاوز ارتاح … عاوز اسند راسى فى حجرك … واحكيلك وتحكيلى زى زمان .. ولما ااجى ح احكيلك على كل اللى حصل فى البيت من ساعة ما سيبتيه …. وبعدين ننام .
خلاص يا امه … هانت … وكلها ” سواد الليل ” ونصحى … نصحى سوا … عاوز اكون جنبك لما نصحى .
كلنا عارفين ان معاكى دعوة ” للثرايا الكبيرة ” … وح تدخلى من الباب الكبير ” ان شاء الله ” … بس امانة عليكى يا امه تاخدينا معاكى …. كلنا عارفين انه بيحبك … وح يدخل معاكى اللى انت عاوزاه … اوعى تسيبينا يا امه … ايدك ف ايدينا … خدينا كلنا فى ايدك … انا واخواتى كلهم من فاطمة لغاية محمد … احنا وعيالنا وستاتنا … اوعى تسيبينا يا امه … ح نتوه فى الزحمة … وياعالم ح يسمحولنا بالدخول ولا لا … وان دخلنا … ح ندخل من انهو باب … وح نتوه من بعض يا امه …. انا عارف انك مش ح ترضى تدخلى وحدك … ربنا ما يفرقنا ابدا ابدا.

انا ماشى يا امه … ح اروح اشوف العيال … لكن اكيد جاى لك قريب … قريب خالص يا امه .
فى امان الله يا امى …. فى امان الله ………..



يا شاقة القلب ….. ومسافرة
خدتني الغربة من حضنك …. سنين كافرة
نسيت نفسي.. انا آسف

قالولي الغربة بتعلم …دروس وحياة
وان الغربة يا مايا …. دي طوق ونجاة
أتاريها حزام ناسف .. أنا آسف

ميعادنا يا مّة في الآخرة
وهي الدنيا إيه يا مايا
حقة …. مناهتة …. ومعافرة
خلاص … خلينا للآخرة

فى امان الله يا امى

x

‎قد يُعجبك أيضاً

الشغف

قد يكون فقدان الشغف في الحياة أمرًا محبطًا، ولكن من المهم أن ...