ما هي القيلولة؟
القيلولة هى أخذ الشخص قسطاً من الراحة والغفوة لفترة لا تقل عن 10 دقائق ولا تزيد عن 30 دقيقة، وهي من الأمور التي تساعد الطلاب والمراهقين في تحصيل القدر الكافي من النوم للجسم ، وقد أثبتت الدراسات أن نوم القيلولة يفيد في التقليل من فرص الإصابة بالأزمات القلبية والجلطات والتخفيف من حدة الضغوط النفسية والحياتية ، كما أظهرت إحدى الدراسات أن القيلولة تساعد على انتظام نبض القلب ومعدلات التنفس.
– ما هو الحد المسموح به أو الطبيعي لأخذ القيلولة في اليوم؟
الحد الطبيعي والمفيد للقيلولة هو ما يتراوح ما بين 10 – 30 دقيقة فقط وذلك للمساهمة في إعادة حيوية الدماغ وهي أفضل مدة للقيلولة لأنها تحقق الفوائد المرجوة بعد الاستيقاظ مباشرة،وذلك لأن الأبحاث الطبية أشارت إلى أن تلك المدة تساعد في مقاومة النعاس وتنشيط القدرات العقلية وتحسين الذاكرة إذ أن الغفوة الأطول قد تؤدي إلى حدوث كسل أو خمول ، وسبب ذلك أن النائم يصل إلى النوم العميق بعد حوالي 30 دقيقة وإذا استيقظ من النوم العميق قبل حصوله على كفايته منه فإنه قد تظهر لديه أعراض كسل النوم وهو مرحلة فيزيولوجية طبيعية يمر بها الشخص بعد الاستيقاظ المفاجئ ويشعر خلالها بالدوخة ويكون هناك نقص في التركيز والمهارات العقلية وقد يصاحبها بعض الاختلاط الذهني وتستمر هذه الحالة من ثوان إلى 30 دقيقة.
– و هل هناك وقت محدد خلال اليوم لأخذ القيلولة أفضل من اي وقت آخر؟ وهل هناك اوقات لا يفضل أخذ قيلولة فيها؟
يعتمد توقيت القيلولة على مواعيد نوم واستيقاظ الشخص نفسه، حيث أن أفضل وقت لقيلولة شخص يستيقظ لصلاة الفجر وينام بعد صلاة العشاء يختلف عن شخص آخر يستيقظ متأخراً وينام متأخراً وهذا يعود لتأثير الساعة البيولوجية في الجسم ، حيث أن الإنسان يشعر بالنعاس وتنخفض درجة حرارته في وقتين في اليوم والليلة: وقت النوم بالليل ووقت الظهيرة والذي يمتد من الساعة 12 ظهراً إلى الخامسة عصراً حسب مواعيد نوم واستيقاظ كل شخص. ويعرف الوقت الذي يسبق نوم الليل بساعتين إلى أربع ساعات بالمنطقة المحرمة التي يصعب فيها النوم ولا يكون مريحا ، لذلك يصعب تحديد وقت للقيلولة لعامة الناس لأن ذلك يعتمد على مواعيد نومهم واستيقاظهم ، الساعة البيولوجية ، وجودة النوم الذي حصلوا عليه الليلة السابقة.
– هل ترون أن القيلولة ضرورة؟
القيلولة ضرورية في حالة ما إذا لم يكن الطفل قد حصل على النوم الكافي خلال الليل ، وقد أظهرت الأبحاث فوائد عديدة للقيلولة حيث تحسن من مزاج الشخص وتقلل الشعور بالنعاس والتعب وتُنشط القدرات العقلية مثل التحليل المنطقي والحساب وردة الفعل . وأظهرت الأبحاث كذلك أن أفضل علاج للشعور بالنعاس هو الحصول على غفوة قصيرة ، حيث إن تأثير الغفوة يفوق تأثير المنبهات مثل القهوة أو الأدوية المنبهة ، كما تعد القيلولة حاجة ملحة لتنظيم عمل الجسم.
- ما هي تأثيرات القيلولة على الطلاب “مرحلة الطفولة والمراهقة”؟
القيلولة لها تأثير إيجابي جداً على الطلاب خاصة بعد الإجهاد الذهني الذي قد يصيبهم خلال اليوم الدراسي ، وهي كذلك تساعد الدماغ في الاسترخاء ثم العودة بشكل أكثر فاعلية لاسترجاع المعلومات الدراسية والتكوين العقلي.
– كيف تؤثر القيلولة إيجاباً على مستوى التحصيل الدراسي؟
لاشك أن أخذ الطالب قسطاً من الراحة والقيلولة بعد اليوم الدراسي يساعده في الاسترخاء وإراحه عقله لبعض الوقت ، ومن ثم استرجاع المعلومات وهو ما سينعكس بدوره على مستوى التحصيل الدراسي والعلمي للطالب ، ويرفع من معدلات الاستيعاب واسترجاع المعلومات لديه.
– ومتى يصبح تأثيرها عكسي أي تأثير سلبي؟
يصبح تأثير القيلولة سلبياً أو عكسياً إذا ما زادت عن النصف ساعة ووصلت لمرحلة النوم العميق حيث تؤثر سلباً على الحالة المزاجية والقدرات العقلية للشخص ، وكذلك تؤثر سلبياً على الشخص إذا ما كانت متأخرة بعد العصر ، كما أنها قد تكون سلبية في حالة ما أتت بعد تناول الطعام خاصة الدسم مباشرة .
– وهل يمكن أن تعوض القيلولة خلال ساعات النهار عن النوم ليلا؟ لماذا؟
نعم يمكن تعويض قلة النوم ليلاً بالقيلولة ولكن بحدود ، حيث أنها في كثير من الأوقات ضرورية جداً لاستعادة حيوية ونشاط الجسم.
– يمكنكم إضافة أي معلومات تخص الفكرة بما يتناسب مع تناولها لشريحة الطلاب من أطفال ومراهقين..
هناك بعض الأخطاء الشائعة لدى كثير من الأسر وهو تعليم الطفل أو الطالب نوم القيلولة بعد تناول الغذاء مباشرة وهو من الأمور الخاطئة طبياً إذ إن الجسم بعد تناول الوجبات يعمل على هضم الأطعمة ، ويكون جهد أعضاء الجسم مكرساً لهذا الهدف ، وبالتالي عندما ينام الشخص بعد تناول وجبة الطعام تعاني تلك الأعضاء من الكسل، ومنها الدماغ وعملية دوران الدم في الجسم ، ولذا لا يهضم الجسم المواد بالشكل الصحيح، لذا ننصح بوجوب تناول وجبة خفيفة قبل القيلولة، ولاسيما إذا احتوت الوجبة على كربوهيدرات ونشويات وسكريات.
كما أن الازعاج الذي ينتج عن القيلولة بعد الطعام مباشرة لا ينحصر في عسر الهضم، بل أيضاً يصل إلى الأحلام المزعجة التي قد يراها الطفل أو الشخص البالغ وكذلك عدم الشعور بالراحة ، كما أن البنكرياس لا يعمل بالشكل الصحيح، وبالتالي لا يمكنه القيام بالأيض أي عملية الاستقلاب في الجسم ، لذا فيجب على الأمهات أن يجعلن أطفالهن يتحركون قبل القليولة وعدم النوم بعد الطعام مباشرة بالإضافة إلى تجنب الفترات الطويلة للقيلولة كي لا تكون سبباً في الأرق الليلي .