أرشيف يوم: الأحد 29 نوفمبر 2020AD

أمَجْنُونٌ أنْتَ يَا جُنَيّدْ

عرض وتقديم / محمد خضري ابوجبل

سمع الإمام الجنيد هاتف يناديه في المنام
يقول : إنهض يا عبدي … وانقذ عبدي‘‘قال
أين أجد عبدك يارب قال إركب دابتك وأين
ما تقف ستجد عبدي !؟
فقام من نومه وكان قد قرب آذان الفجر فتوضأ
وركب دابته ومشى في أزقة بغداد حتى وقفت
الدابة عند باب مسجد … فقال لعله فـي الداخل
فدخل.. فوجد رجلاً يبكي ويناجي ربه أن يفرج
كربه ويُقيل عثرته .. فعرف الجنيد أنه الشخص
المطلوب ……. فأخذ مائة دينار وأعطاها للرجل
فأخذها منه ولم يشـكره أو يلتفت إليه … وأخذ
يبكي ويشـكر ربه …. فقال له الجنيد يا أخي إن
لم تقضي النقود حاجتك”فاسأل عني فـي بغداد
سَيدلُّوك عليَّ أنا جنيد البغدادي !؟.. فرد الأعرابي
أمجنون أنت يا جنيد ؟! قال لماذا .. قال أتريدني
أن أترك الذي أيقظك من نومك لأجلي .. وسخرك
لِتُقضِي لي حاجتي … وأركض خلفك في شوارع بغداد‘‘..!!

قانون الجهد المهدور

إن الأسود لا تنجح في الصيد إلا في ربع محاولاتها تقريبا .. أي أنها تفشل في 75% من محاولاتها و تنجح في 25% منها فقط ..
ورغم هذه النسبة الضئيلة التي تشاركها فيها معظم الضواري إلا أنه يستحيل على الأسود أن تيأس من محاولات المطاردة و الصيد …
والسبب الرئيسي في ذلك ليس الجوع كما قد يظن البعض ، إنما هو استيعاب الحيوانات لقانون ( الجهد المهدور ) وهو القانون الذي تعمل به الطبيعة كلها ..
” فنصف بيوض الأسماك يتم التهامها ..
” ونصف مواليد الدببة تموت قبل البلوغ …
” ومعظم أمطار العالم تهطل في المحيطات …
” ومعظم بذور الأشجار تأكلها العصافير …
” وحده الإنسان من يرفض هذا القانون الطبيعي الكوني ويعتبر أن عدم نجاحه في بضع محاولات يجعل منه إنساناً فاشلاً …
لكن الحقيقة هي أن الفشل الوحيد .. هو ” التوقف عن المحاولة ” والنجاح ليس أن يكون لديك سيرة حياة خالية من العثرات والسقطات … بل النجاح هو أن تمشي فوق أخطائك وتتخطى كل مرحلة ذهبت جهودك فيها هدراً وتتطلع الى المرحلة المقبلة ..
” ولو كان هناك من كلمة تلخص هذه الدنيا فستكون بكل بساطة ” استمر ”.

دقيقة فقهية

بقلم د /مجدي عاشور

– أحيانًا أحضر إلى العمل في الصباح متأخرا نصف ساعة أو نحو ذلك ، فهل هذا يؤثر على مرتبي ؟ وكيف يجعل الإنسان المرتب الذي يأخذه من عمله حلالًا مباركًا ؟
أولًا : الموظَّف في مختلف المؤسسات والمصالح عامة أو خاصَّة هو عَاملٌ بأجرة ، ويجب عليه في مقابل ذلك الالتزام بمواعيد الحضور والانصراف وسائر ضوابط وتعليمات العمل ، لعموم قوله تعالى : ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَوْفُواْ بِالْعُقُودِ﴾ [المائدة:1].
ثانيًا : هناك ثلاث صور لتأخير الموظف عن مواعيد حضوره للعمل :
الصورة الأولى : أن يكونَ هناك إِذْنٌ من الجهة المسئولة في العمل عن ذلك ، فهذا لا بأس به .
والصورة الثانية: أن يكونَ التأخيرُ مُدَّةً يسيرةً يُتعارف عادةً على التسامح فيها ، وهذا لا حرج فيه.
والصورة الثالثة : أن يتأخر الموظف وقتًا لا يتعارف بالتسامح في مثله ، فهنا يجب عليه إخبار الجهة المسئولة بذلك ، وإلا فلا يستحق الأجرة عن هذه المدة لعدم احتباسه فيها على العمل .
والخلاصة : أنَّ الواجب على الموظف الالتزام بمواعيد الحضور والانصراف وبحسب النُّظُم والتعليمات ، فإنْ تأخر عن موعد حضوره بإذن أو مُدَّةٍ يُتَعَارَفُ على المسامحة فيها فلا إثم عليه .
أما إذا كانت المدة غيرَ مسموحٍ بها ولم يأخذ في ذلك إذنَ الجهة المسئولة فإن أجره عن الزمن الذي غابه ولم يعمل فيه لا يكون حلالًا ، وعليه أن يَرُدَّ إليهم مِن راتبه قَدْرَ ذلك الوقت ، إلا إذا تعذر إيصاله إليهم بأية وسيلة فيجوز صرفه في المصالح العامة ، وننصحه بأن لا يتعمد أو يعتاد فعل ذلك بصورة متكررة . يعني لا يَسْتَمْرَأ الحضورَ متأخِّرًا ويقول سأدفع مقابل التأخير صدقةً عامة .
والله أعلم