يسبب السرطان والربو تحقيق في أضرار حرق الكاوتشوك بيئيا

يسبب السرطان والربو تحقيق في أضرار حرق الكاوتشوك بيئيا

"أحبط ممثلي وزارة البيئة عملية حرق للكاوتشوك داخل عدد من مصانع للطوب الطفلي بعرب أبو ساعد".. مهمة جديدة تنجح فيها وزارة البيئة المصرية في استمرارها بحماية البيئة من ملحقي الضرر بها، فكانت قضية الأمس تتعلق بحرق مجموعة من الأشخاص لكمية كبيرة من الكاوتشوك للاستعانة بها كوقود داخل الأفران من خلال الحرق. لكن ما الأضرار الناجمة عن هذا الحرق، ولماذا تهتم وزارة البيئة بإيقاف تلك العمليات قبل إتمامها، وهل هناك تأثير سلبي سيء على حياة البشر جراء تلك الحرائق؟ إجابات تلك الأسئلة أجاب عنها متخصصون في هذا الشأن. بداية الكاوتشوك هو عبارة عن إطار مطاطي يستخدم في المركبات كالسيارات، بغرض زيادة الاحتكاك مع الأرض ويمنع الانزلاق، وحماية العجلة من التآكل والتلف وأغراض أخرى، وبحسب عدد من الدراسات البيئية المختلفة فإن حرق تلك الإطارات له مخاطر عديدة على الإنسان، فهي تسبب له السرطان والربو والالتهابات الرئوية وغيرها، إلى جانب ضرر الأبخرة المنبعثة من هذا الحريق على البيئة. - أخصائي جغرافيا البيئة: الإطارات الهالكة تسبب أضرارا بيئية خطيرة قال صبحي رمضان فرج سعد، أخصائي جغرافية البيئة بجامعة المنوفية، إن حرق الإطارات المطاطية ينتج عنه انبعاث غازات خطرة لها تأثير مباشر وغير مباشر، على الماء والتربة والهواء والإنسان، إضافة إلى أنه بعد التحلل تتحول إلى مركبات سائلة سامة تتسرب إلى المياه الجوفية، ويؤدي إلى الإضرار بالحياة البرية النباتية والحيوانية. وأشار إلى أن تلك الإطارات التي يتم حرقها يمكن الاستفادة منها في العديد من المجالات بدلًا من أن تكون سببًا في التلوث ومرض البشر، فمثلًا بالنسبة للإطارات التالفة التي لا يوجد بها عيوب ولا تزال صلاحيتها مستمرة، يمكن إزالة الطبقة المنقوشة وتركيب طبقة جديدة وتثبيتها حراريًا وتستخدم لحماية ضفاف الأنهار والسواحل البحرية من أخطار التعرية، أو في تصميم الحدائق، ولها استخدامات أيضًا في ألعاب الأطفال. وأوضح أن أحدث الإحصائيات في بعض الدراسات تشير إلى أنه في عام 2015 بلغ عدد الإطارات الهالكة 325 ألف طن مع معدل نمو 10% سنويًا وفقًا لـ(البرنامج الوطني لإدارة المخلفات الصلبة 2015 ـ تحليل سلسلة القيمة الخاصة بإعادة تدوير الإطارات الهالكة في مصر)، وفي مصر يعاد تدوير ومعالجة نصف عدد الإطارات الهالكة، و28% يتم معالجتها كوقود بديل، و11% تستخدم مباشرة وتعاد معالجتها وتشكيلها وتخزن، 5% تحرق في مكان مفتوح. خبير بيئي: مرق الإطارات يخرج مادة شديدة السمّية من جهته أكد الدكتور عادل الزياني، الخبير البيئي، أن السموم المنبعثة من حرق الإطارات تشمل مركبات الديوكسين، التي وصفتها وكالة حماية البيئة الأمريكية بـ"مادة شديدة السمية حتى عند انبعاثها بمستويات منخفضة للغاية"، والتي لها تأثيرات سلبية جمّة على البشر، حيث تعتبر من الأسباب الرئيسية في الإصابة بالسرطان. وأشار "الزياني"، إلى أن مركبات "الديوكسين" المنبثقة من حرق الإطارات في الأماكن المفتوحة تنتقل لمسافات طويلة لتستقر على المواد الغذائية والمحاصيل الزراعية والمراعي، أيضًا لها القدرة على التراكم في السلسلة الغذائية، وتلويث اللحوم والألبان وغيرها، ما يؤدي إلى تلوث غذائي، موضحًا أن المطاط في الإطارات يحتوي على زيوت بنسبة 25٪ مستمدة من البنزين، والستايرين بنسبة 25٪، وهو مشتق من مادة البنزين أيضا، و25٪ 1،3 من البيوتاديين، وهي مواد مسببة للسرطان. يذكر أنه في 26 فبراير الماضي، انتهت الجمعية العمومية لقسمى الفتوى والتشريع برئاسة المستشار يسرى الشيخ، النائب الأول لرئيس مجلس الدولة، إلى معاملة الإطارات الهوائية المستعملة أو التي بها عيوب "كاوتشوك"، معاملة النفايات المستوردة، وعدم جواز خروجها من الجمارك، وأكدت الفتوى أن المادة (32) من قانون البيئة - جهاز شؤون البيئة الصادر بالقانون رقم (4) لسنة 1994 حظرت استيراد النفايات الخطرة أو السماح بدخولها أو مرورها في أراضي الدولة.

x

‎قد يُعجبك أيضاً

قنا في عيد الصحه الثالث