هل يمكنُ للشاي الساخن أن يكون سببًا في الإصابة بسرطان المريء؟

هل يمكنُ للشاي الساخن أن يكون سببًا في الإصابة بسرطان المريء؟

في الآونة الأخيرة انتشرت دراسة جديدة في وسائل الإعلام عن وجود علاقة بين احتساء الشاي الساخن جدًا، والإصابة بسرطان المريء. هذة الدرسة نُشرت في المجلة العالمية للسرطان وهي واحدة من المجلات العلمية التي تعمل على نشر مقالات علمية عالية الجودة.

ولكن للأسف عند ترجمة هذه النتائج من قبل الصحافيين فإنها تكون غير دقيقة ويكون هناك مبالغة في بعض الأحيان بهدف جذب انتباه القارئ. لذلك سنقوم في هذا المقال بتوضيح النتائج بشكل علمي. تلخيصٌ لما جاء في البحث تم هذا البحث في محافظة غلستان الإيرانية، حيث تم جمع بيانات نحو 50 ألف شخص على مدى 4 سنوات (2004 – 2008) وتمت متابعتهم على مدى 10 سنوات. قام برصد البيانات مختصون مدربون باستخدام استبانةٍ لمعرفة التالي عن المرضى: عادات النظام الغذائي. اذا كان المريض مدخنًا أم لا. اذا كان يتعاطى الكحوليات أو أي مواد مخدرة. نوعية المشروبات التي عادة ما يحتسيها المريض، و التي كانت تتضمن الشاي الساخن والماء. البيانات الخاصة باحتساء الشاي: الوقت الذي يقضيه الشخص ليبرد الشاي. مقياس يسأل ويُحدد كيف يفضل المريض شرب الشاي ( دافئ - فاتر - ساخن – ساخن جدًا)، وقد قام الباحثون بإجراء مقابلة شخصية مع المرضى وقُدم لهم الشاي، حيث قام المرضى بتذوق الشاي عند درجات حرارة مختلفة؛ ليقوموا بتحديد درجات الحرارة المعتادة التي يحتسون عندها الشاي. كمية الشاي التي يشربها المريض. تم متابعة المرضى عن طريق: المكالمات الهاتفية. استبانات دورية. الزيارات المنزلية. كانت تتم مراجعة تسجيل الوفيات، والإصابة بالسرطان بالمحافظة شهريًا. المتابعة للمرضى تتوقف عند الوفاة أو عند الإصابة بالمرض. نقاط القوة: نسبة كبيرة من الأشخاص المشاركين في البحث لم يكونوا مدخنين أو مستهلكين للكحوليات مما يلغي أثر عوامل خارجية قوية كانت ستؤثر في دقة النتائج. حجم العينة (عدد الأشخاص) كبير؛ مما يجعل النتائج ذات قوة. تمت متابعة المرضى بأثر مستقبلي، وليس حسب الاسترجاع أو بيانات قديمة؛ مما يزيد من دقة النتائج. استخدام استبانة بواسطة باحثين ذو خبرة؛ لجمع البيانات للمرضى. تم تحديد درجة الحرارة، والكمية، والوقت الفاصل بين إعداد الشاي وشربه بشكلٍ دقيق. أقل من 1% من المرضى لم يواصلوا فترة المتابعة. تم تحييد بعض عوامل خارجية (إزالة تأثيرها) باستخدام اختبارات إحصائية؛ لضمان عدم تأثيرها على النتائج. نقاط الضعف: عدد المشاركين كان صغيرًا لمعرفة مدى تأثير كميات أقل من 700 مل يوميًا من الشاي على المرضى أو حتى تأثير درجات حرارة أقل من 60 درجة سيليزية. طبيعة البحث لا تسمح بإحداث أي تغييرٍ على عادات المشاركين مثل؛ تحديد حرارة أو كمية الشاي، وتوزيعهم بشكلٍ عشوائي على مجموعات معدة مسبقًا مما يؤثر على نتيجة البحث. لم تتم مراعاة العوامل الخارجية الأخرى مثل؛ مدى تركيز الشاي، ونسبة بعض المواد الكيميائية في المعدة؛ مما يضعف النتائج. تم دمج بعض المجموعات أثناء التحليل الإحصائي؛ والذي من الممكن أن يُضعف النتائج. لم يتم تحديد العينة اللازمة قبل بدء البحث، ولم يتم جمع العينة بشكلٍ عشوائي؛ مما يقلل من قابلية تعميم هذه النتائج. الخلاصة من المعروف سابقًا والمُثبت أن شرب السوائل الساخنة جدًا يؤدي إلى ضرر في المريء، ويزيد من فرص الإصابة بسرطان المريء. في هذا البحث تمت المقارنة بين الأشخاص الذين أصيبوا بالسرطان على مدى 10 سنوات، وعددهم كان نحو 300 شخص عن طريق العديد من المجموعات حسب عوامل مختلفة، وتم ذكر نتائج معينة فقط في الملخص؛ وذلك ما تم نشره في وسائل الاعلام. ما تم ذكره أن شرب الكثير من الشاي الساخن جدًا يزيد من فرصة الإصابة بسرطان المريء بنسبة 90 %. ولكن بعض النتائج التي لم يتم ذكرها أن شرب الشاي الشاخن جدًا؛ لا يزيد من الخطر اذا كانت الكمية قليلة (أقل من 700 مل)، وأن شرب أي كمية من الشاي بدرجة حرارة أقل من 60 لا يزيد من الخطر أيضًا. أي أنه يجب أن تكون درجة الحرارة مرتفعة، والكمية كبيرة؛ لكي يكون هناك فرقٌ في خطر الإصابة. أظهرت النتائج أيضًا أن الاستعجال في بدء شرب الشاي (خلال دقيقتين من تجهيزه) يزيد من فرص الإصابة بنسبة 10% مقارنة باللذين ينتظرون قليلًا (10 دقائق أو أكثر).

x

‎قد يُعجبك أيضاً

الشغف

قد يكون فقدان الشغف في الحياة أمرًا محبطًا، ولكن من المهم أن ...