بقلم الدكتور / جاهين صديق
من كام يوم .. شوفت بوست لأحد أصدقائى العلمانيين بيشكك فى الدين ..
وبيستشهد ببعض التفسيرات للقرآن الكريم .. اللى بتتعارض مع نظريات العلم الحديث ..
أولا :
خلينا نتفق ان فيه فرق بين .. النص الدينى ونظريات العلم ..
النص الدينى مقدس وثابت منذ لحظة نزوله وعلى مر العصور ..
انما العلم علشان يوصل للحقيقة الثابتة .. بيمر بخطوات ونظريات وافتراضات عديدة .. حتى يصل الى معلومة يفترضها ك نظرية .. ثم لا يلبث ان يصل الى خطأ تلك المعلومة .. ويفترض افتراضية اخرى .. ثم يعود ليلغى تلك الفرضية .. وهكذا .. حتى يصل الى الحقيقة الثابتة التى لاجدال فيها (1 + 1 = 2 ).
خلال تلك المراحل التى تسبق وصول العلم الى الحقيقة الثابتة .. يكون العلم مقتنع بنقطة معينة .. ويقرها ك نظرية ثابتة .. وهى فى الحقيقة معلومة خاطئة .
الخلاصة ان الدين هو الثابت الراسخ منذ نزوله .. والعلم يترنح مرات ومرات حتى يصل الى الحقيقة الثابتة .
ثانيا :
وخلينا نتفق ان فيه فرق بين .. النص القرآني المقدس .. وتفسيرات الناس لهذا النص على مر العصور .
النص القرآني مقدس وثابت .. حتى لو عجزت عقولنا الى تفسير معنى هذا النص فى زمن معين ..
و بين إجتهاد المفسرين فى فهم النص .. ومحاولة الوصول للمعنى الحقيقي للنص .. فى ظل العلوم المتاحة .. وتقدم أو تخلف البشرية فى ذلك العصر.
بمعنى إن طوال القرون المظلمة اللى كانت عايشة فيها البشرية ..
وقبل ظهور الاكتشافات العلمية العظيمة اللى حصلت ..
ازاى المفسرين يفسروا آيات زى دى :
— مثلا .. من 400 سنة .. وبعد ما اكتشف جاليلو اكتشافه العظيم ان الشمس ثابتة .. وان الارض هى اللى بتدور حول الشمس .
ازاى المفسرين يفسروا آية ” والشمس تجرى … ” ؟؟
اكيد مش ح يعرفوا يفسروها فى الزمن ده ..الا بعد ما اكتشف العلم ان برضوا الشمس مع مجموعتها الشمسية بتدور حول مركز المجرة .
وقبل الاكتشاق ده ماكانش ينفع نفسر الاية دى .. التفسير الصحيح ليها .
— ” والشمس والقمر كل فى فلك يسبحون “
ازاى المفسرين – من الف سنة – يفسروا الاية دى .. بان الشمس بتدور مع مجموعتها الشمسية حول مركز المجرة .
— ” والقى فى الارض رواسي ان تميد بكم “
. ” والجبال اوتادا “
ازاى المفسرين يفسروا الآية دى – من الف سنة – ويعرفوا إن ربنا وضع الجبال على سطح الارض علشان تحاافظ على اتزانها اثناء دورانها حول الشمس .
— “وجعل القمر فيهن نورا .. وجعل الشمس سراجا “
ازاى المفسرين بفسروا الآية دى – من الف سنة – من غير ما يعرفوا ان الشمس كتلة مشتعلة (زى السراج) نتيجة الانفجارات اللى بتحصل فيها .. والقمر كوكب بارد فقط عاكس لضوء الشمس .
— ” ومن يرد أن يُضله .. يجعل صدره ضيقا حرجا كأنما يصَّعد الى السماء “
ازاى المفسرين – من الف سنة – .. يفسروا الاية دى ..من غير ما يعرفوا ان اللى يصعد الى طبقات الجو العليا .. ح يفاجأ بنقص فى كمية الاكسجين المطلوب للتنفس .. وعشان كدة حيشعر بضيق فى الصدر وصعوبة فى التنفس ؟؟
–” وما يعزب عن ربك من مثقال ذرة .. فى الارض ولا فى السماء .. ولا أصغر من ذلك ولا اكبر الا فى كتاب مبين “
ازاى المفسرين – من الف سنة – يتوصلوا الى ما توصل اليه العلم فى القرن التاسع عشر .. ان الذرة مش اصغر حاجة فى الكون .. ان فيه حاجات تانية اصغر من الذرة .
— ” وهو الذى مرج البحرين هذا عذبٌ فرات وهذا مِلحٌ اُجاج .. وجعل بينهما
برزخا وحجرا محجورا “
” مرج البحرين يلتقيان بينهما برزخ لا يبغيان “
ازاى المفسرين – من الف سنة – يعرفوا انه من الصعب اختلاط ماء النهر وماء البحر نتيجة ظاهرة الضغط الاسموزى اللى بتدفع جزيئات ماء النهر الى الانتشار داخل ماء البحر المالح من خلال الحاجز الفاصل بينهما .
— “وأرسلنا الرياح لواقح “
ازاى المفسرين – من الف سنة – يتوصلوا الى اهمية الهواء فى نقل حبوب اللقاح من الأعضاء المذكرة الى الاعضاء المؤنثة فى الكثير من النباتات .. لاتمام عملية الاخصاب وانتاج الثمار .. من غير ما يعرفوا ان النبات فيه مذكر ومؤنث .
— ” غلبت الروم فى أدنى الارض ..”
ازاى المفسرين – من الف سنة – يتوصلوا الى ان فيه بقعة فى فلسطين بالقرب من البحر الميت ( اللى حصلت فيها المعركة ) .. هى اكثر بقعة انخفاضا على سطح الارض .
وغيرها من الآيات اللى بتحدد مراحل نمو الجنين .. ووجود الجنين داخل بطن الام فى ظلمات ثلاث .. وغيرها من الآيات اللى يصعب على المفسرين ان يفسروها تفسير علمى دقيق فى ظل تخلف البشرية وتخبطها فى ظلمات الجهل وعدم تقدم العلوم .
أكيد تفسير الناس للنص المقدس – من الف سنة – حيكون مختلف عن تفسيرنا لنفس النص فى عصرنا الحالى .. وكمان ح يختلف عن تفسير الاجيال اللى جابة بعد مية سنة اللى حيفسروا نفس النص التفسير الاكثر وضوحا لزمانهم.
لكن النص ثابت ومقدس .. وأحيانا اللى بيجتهد فى تفسير نص ويطلع غلط .. دي مش مشكلة النص المقدس .. ولكن مشكلة المفسر اللى كان عايش فى زمن تخلف البشرية وعدم تقدمها .
وكلما زادت ارضيتنا المعرفية .. اتسع افقنا ووصلنا لتفاسير- أكثر عقلانية – للنص لم يصل لها السابقون .
لان النص لا ينطق بذاته .. بل يُستنطق طبقا للأرضية المعرفية للقارئ ..
و القرآن مش كتاب علمى (بمعني Science) .. ف ماينفعش النص القرآني يكون واضح ويشرح نظريات علمية تكون غير مفهومة للأجيال السابقة .. وإلا يبقى بيظلمهم .
عايز تفسر ان الشمس ثابتة والارض بتلف حوليها .. اثبت بالعلم .. الدين مالوش دعوة .. وعايز تثبت ان الشمس مش ثابتة وبتلف هى كمان .. اثبت بالعلم .. والدين مالوش دعوة .
علشان كدة ما ينفعش اشرح نظرية علمية بالقرآن .. لكن ممكن أفسر القرآن بعد إطلاعي على النظرية العلمية .
ومع تطور العلم .. بتتضح أمور مكناش عارفينها .. ممكن يكون منها الي متوافق مع القرآن .
“سنريهم آياتنا في الآفاق وفي أنفسهم حتى يتبين لهم أنه الحق “
والدين لا يأمر بالتوقف عن العلم .. بالعكس .. الدين دايما بيؤمر ويحثنا علي التفكر والبحث في اسرار الكون .
ولو اوقفت العلم او حتى عطلته .. يبقى انا ب اعطل أمر إلهي وشعيرة من شعائر الدين ..
” قل سيروا وانظروا كيف بدأ الخلق “
“أولم ينظروا في ملكوت السموات والارض “”
” ان في ذلك لآيات لقوم يتفكرون “
” لآيات لأولي الالباب “
” ويتفكرون في خلق السموات والارض .. ربنا ما خلقت هذا باطلا سبحانك “
ف البحث والتدبر والتفكر في الكون .. عبادة.
اكتفي بهذا القدر النهاردة .. وبكرة ان شاء الله .. ندخل فى المهم .. ونشوف عمنا “داروين ” ونظرية التطور .
الموضوع مهم .. ومحتاج آراءكم ..
دمتم بكل الخير .