يعمل عدد كبير من الأشخاص على تخزين الخبز داخل الثلاجة أو الفريزر، من أجل استخدامه على مدار اليوم، الأمر الذي يدفعهم لتسخينه على البوتاجاز لتناوله كالخبز الطازج، خاصة في فصل الشتاء، دون الانتباه للأضرار الصحية الكبيرة الناجمة منها على المدى البعيد.
أضرار صحية لتسخين العيش على البوتاجاز
أوضح الدكتور محمد الحوفي أستاذ علوم التغذية بجامعة عين شمس، خلال حديثه لـ«الوطن»، أن الأضرار الصحية الناتجة عن تسخين العيش، تحدث نتيجة تعرضه للهب بشكل مباشر، عن طريق وضعه على شعلة البوتاجاز.
وبحسب «الحوفي»: «تسخين العيش على البوتاجاز يتسبب في حدوث تفاعل بتغير لون بعض أجزائه إلى لون بني غامق أو أسود، الأمر الذي يعني تكون مركب الأكريلاميد، الذي يتسبب بدوره في تكوين مواد سرطانية».
وأشار أستاذ التغذية إلى أن الأكريلاميد، عبارة عن مركب كيميائي يظهر في أي وجبة غذائية تحتوي على نشويات أو سكريات أو بروتينات، وتتعرض لدرجة حرارة مرتفعة سواء في الزيت أو عن طريق تعرضها للنار مباشرة، بدرجة لون من التحمير والتسخين تبدأ بالبني وصولا إلى اللون الأسود، وهو أخطر مراحلها.
واستطرد «الحوفي» حديثه: «المواد الغذائية التي تحتوي على كربوهيدرات مثل العيش، تكون أكثر عرضة لتكوين مركب الأكريلاميد، وهي مادة سرطانية يظهر تأثيرها وأضرارها على الجسم على المدى البعيد».
وأبرز أستاذ التغذية، عدة أضرار يسببها الأكريلاميد، حيث تصيب الشخص بمرض السرطان، كما تتسبب عسر الهضم، وفقدان البروتين الموجود في الوجبات الغذائية، بالإضافة إلى إصابة الإنسان بالضعف نتيجة فقدان البروتينات.
وأيده في الرأي الدكتور مجدي نزيه، رئيس وحدة التثقيف الغذائي في المعهد القومي للتغذية، بأن الحالة الوحيدة التي ينتج منها ضرر هي عند حرق العيش، لأن ذلك يتسبب في تكوين كربون يزود الأورام السرطانية بالنسبة للأشخاص الذين لديهم استعداد للإصابة.
طرق التغلب على مشكلة تسخين العيش
وقدم «الحوفي»، نصيحتين للتغلب على أزمة تسخين العيش، الأولى عن طريق تدفئته في الميكروويف، والثانية بتسخينه في فرن البوتاجاز والابتعاد عن الشعلة تماما، مشددًا في الوقت ذاته على ضرورة التخلص من الأجزاء المحترقة من العيش حال وجودها عند التسخين.