أرشيف يوم: الأحد 31 يناير 2021AD

ذكريات طبيب معاصر ما زال بيمتحن 

اكتر من تلاتيييين سنة بمتحن
امتحنت في فصل
وفي مدرج
في قاعة امتحانات
في خيمة
في طرقة
في مشرحة
في معمل
في متحف
في عنبر في مستشفى
في قاعة صوتيات
في قاعة كمبيوتر
في مركز امتحانات

امتحنت في كراسة إجابة
وفي شيت
وفي ورقة رسم بياني
وفي ورقة رسم
وامتحنت بتلات ورقات أسئلة وتلات ورقات اجابة في وقت واحد
وعلى كمبيوتر
وعلى مريض
وعلى طفل مريض ومعاه أمه
وعلى آلات جراحية
وعلى ميكروسكوب
وعلى صورة
وعلى فيلم أشعة
وعلى جناح حشرة
وعلى طبق مزرعة بكتيريا
وعلى مزرعة فيها بكتيريا مفروض أصبغها وأتعرف عليها تحت الميكروسكوب
وعلى دودة
وعلى جثة
وعلى شريط رسم قلب
وعلى صور أشعة فوق صوتية ومقطعية و رنين
وعلى فيديو ايكو قلب
وعلى عينة في جار
وعلى عضم
وعلى سائل في أنبوبة اختبار
وعلى جمجمة
وطبعا امتحنت #شفوي كتييييييير

امتحانات دخلتها معايا قلم
وامتحانات دخلتها معايا سماعة
وامتحانات كان معايا قطنة ودبوس وبن ونعناع
امتحانات كان معايا مازورة
وامتحانات دخلتها معايا كشاف

امتحانات مدتها دقايق
وامتحانات مدتها ٦ساعات
امتحانات جاوبتها بالرصاص
وامتحانات بالحبر
أو بالألوان
أو على كمبيوتر
امتحانات الورقة بتتشد مني وانا بكتب عشان الوقت خلص
وامتحانات اقعد ابص في الساعة عشان يعدي نص الوقت عشان يرضوا يخرجوني
امتحانات خرجت منها زعلان عشان ضيعت نص درجة
وامتحانات خرجت فرحان عشان حليت سؤال واحد
وامتحانات خرجت فرحان بس عشان خرجت

ذاكرت في كتب
ومذكرات
وورق دروس
وملخصات
ومراجع
وقواميس
وأطالس
ومواقع علمية
ومجلات دورية
ورسائل ماجستير
وعلى شرايط كاسيت
وعلى مواقع على النت
وعلى كمبيوتر
وعلى التاب
وعلى الموبايل

ذاكرت على المكتب
وعلى السرير
وعلى الأرض
وعلى السلم
و في الحمام
و فوق السطح
وفي البلكونة
وفي الفصل
وفي المدرج
وفي المكتبة
وفي النادي
وفي المواصلات
وفي سكن الأطباء في المستشفى

امتحنت وانا لوحدي وأنا خاطب وأنا أب

امسية شعريه

الشاعر / صالح بن عبدالقدوس

القصيدة التي لم يشتهر منها غير بيت واحد :

يُعطيكَ من طَرَفِ اللِّسانِ حلاوةً ••
ويَروغُ منكَ كمـا يـروغُ الثّعلـبُ

رغم أهمية البيت الذي يليه ولكن الناس لم تعره بالاً :

وَصِلِ الكرامَ وإنْ رموكَ بجفوةٍ •• فالصفحُ عنهمْ بالتَّجاوزِ أصـوَبُ

كل بيت في هذه القصيدة يعادل كتاباً إقرأها جيداً .

هي إحدى القصائد الخالدة للشاعر صالح بن عبدالقدوس أحد شعراء الدوله العباسية .

الرجاء التمعن في كلماتها ومعانيها..

فدَّعِ الصِّبا فلقدْ عداكَ زمانُهُ •• وازهَدْ فعُمرُكَ مرَّ منهُ الأطيَـبُ

ذهبَ الشبابُ فما له منْ عودةٍ •• وأتَى المشيبُ فأينَ منهُ المَهربُ

دَعْ عنكَ ما قد كانَ في زمنِ الصِّبا •• واذكُر ذنوبَكَ وابِكها يـا مُذنـبُ

واذكرْ مناقشةَ الحسابِ فإنه •• لابَـدَّ يُحصي ما جنيتَ ويَكتُبُ

لم ينسَـهُ الملَكـانِ حيـنَ نسيتَـهُ •• بـل أثبتـاهُ وأنـتَ لاهٍ تلعـبُ

والرُّوحُ فيكَ وديعـةٌ أودعتَهـا •• ستَردُّها بالرغمِ منكَ وتُسلَـبُ

وغرورُ دنيـاكَ التي تسعى لها •• دارٌ حقيقتُهـا متـاعٌ يذهـبُ

والليلُ فاعلـمْ والنهـارُ كلاهمـا •• أنفاسُنـا فيهـا تُعـدُّ وتُحسـبُ

وجميعُ مـا خلَّفتَـهُ وجمعتَـهُ •• حقاً يَقيناً بعـدَ موتِـكَ يُنهـبُ

تَبَّـاً لـدارٍ لا يـدومُ نعيمُهـا •• ومَشيدُها عمّا قليـلٍ يَـخـربُ

فاسمعْ هُديـتَ نصيحةً أولاكَها •• بَـرٌّ نَصـوحٌ للأنـامِ مُجـرِّبُ

صَحِبَ الزَّمانَ وأهلَه مُستبصراً •• ورأى الأمورَ بما تؤوبُ وتَعقُبُ

لا تأمَنِ الدَّهـرَ فإنـهُ •• مـا زالَ قِدْمـاً للرِّجـالِ يُـؤدِّبُ

وعواقِبُ الأيامِ في غَصَّاتِهـا •• مَضَضٌ يُـذَلُّ لهُ الأعزُّ الأنْجَـبْ

فعليكَ تقوى اللهِ فالزمْهـا تفـزْ •• إنّّ التَّقـيَّ هـوَ البَهـيُّ الأهيَـبُ

واعملْ بطاعتِهِ تنلْ منـهُ الرِّضـا •• إن المطيـعَ لـهُ لديـهِ مُقـرَّبُ

واقنعْ ففي بعضِ القناعةِ راحةٌ •• واليأسُ ممّا فاتَ فهوَ المَطْلـبُ

فإذا طَمِعتَ كُسيتَ ثوبَ مذلَّةٍ •• فلقدْ كُسيَ ثوبَ المَذلَّةِ أشعبُ

وابـدأْ عَـدوَّكَ بالتحيّـةِ ولتَكُـنْ •• منـهُ زمانَـكَ خائفـاً تتـرقَّـبُ

واحـذرهُ إن لاقيتَـهُ مُتَبَسِّمـاً •• فالليثُ يبدو نابُـهُ إذْ يغْـضَـبُ

إنَّ العدوُّ وإنْ تقادَمَ عهـدُهُ •• فالحقدُ باقٍ في الصُّدورِ مُغَّيبُ

وإذا الصَّديـقٌ لقيتَـهُ مُتملِّقـاً •• فهـوَ العـدوُّ وحـقُّـهُ يُتجـنَّـبُ

لا خيرَ في ودِّ امـريءٍ مُتملِّـقٍ •• حُلـوِ اللسـانِ وقلبـهُ يتلهَّـبُ

يلقاكَ يحلفُ أنـه بـكَ واثـقٌ •• وإذا تـوارَى عنكَ فهوَ العقرَبُ

يُعطيكَ من طَرَفِ اللِّسانِ حلاوةً •• ويَروغُ منكَ كمـا يـروغُ الثّعلـبُ

وَصِلِ الكرامَ وإنْ رموكَ بجفوةٍ •• فالصفحُ عنهمْ بالتَّجاوزِ أصـوَبُ

واخترْ قرينَكَ واصطنعهُ تفاخراً •• إنَّ القريـنَ إلى المُقارنِ يُنسبُ

واخفضْ جناحَكَ للأقاربِ كُلِّهـمْ •• بتذلُّـلٍ واسمـحْ لهـمْ إن أذنبوا

ودعِ الكَذوبَ فلا يكُنْ لكَ صاحباً •• إنَّ الكذوبَ يشيـنُ حُـراً يَصحبُ

وزنِ الكلامَ إذا نطقـتَ ولا تكـنْ •• ثرثـارةً فـي كـلِّ نـادٍ تخطُـبُ

واحفظْ لسانَكَ واحترزْ من لفظِهِ •• فالمرءُ يَسلَـمُ باللسانِ ويُعطَبُ

والسِّرُّ فاكتمهُ ولا تنطُـقْ بـهِ •• إنَّ الزجاجةَ كسرُها لا يُشعَبُ

وكذاكَ سرُّ المرءِ إنْ لـمْ يُطوهِ •• نشرتْـهُ ألسنـةٌ تزيـدُ وتكـذِبُ

لا تحرِصَنْ فالحِرصُ ليسَ بزائدٍ •• في الرِّزقِ بل يشقى الحريصُ ويتعبُ

ويظلُّ ملهوفـاً يـرومُ تحيّـلاً •• والـرِّزقُ ليسَ بحيلةٍ يُستجلَبُ

كم عاجزٍ في الناسِ يأتي رزقُهُ •• رغَـداً ويُحـرَمُ كَيِّـسٌ ويُخيَّـبُ

وارعَ الأمانةَ والخيانةَ فاجتنبْ •• واعدِلْ ولاتظلمْ يَطبْ لكَ مكسبُ

وإذا أصابكَ نكبةٌ فاصبـرْ لهـا •• مـن ذا رأيـتَ مسلَّماً لا يُنْكبُ

وإذا رُميتَ من الزمانِ بريبـةٍ •• أو نالكَ الأمـرُ الأشقُّ الأصعبُ

فاضرعْ لربّك إنه أدنى لمنْ •• يدعوهُ من حبلِ الوريدِ وأقربُ

كُنْ ما استطعتَ عن الأنامِ بمعزِلٍ •• إنَّ الكثيرَ من الوَرَى لا يُصحبُ

واحذرْ مُصاحبةَ اللئيم فإنّهُ •• يُعدي كما يُعدي الصحيحَ الأجربُ

واحذرْ من المظلومِ سَهماً صائباً •• واعلـمْ بـأنَّ دعـاءَهُ لا يُحجَـبُ

وإذا رأيتَ الرِّزقَ عَزَّ ببلـدةٍ •• وخشيتَ فيها أن يضيقَ المذهبُ

فارحلْ فأرضُ اللهِ واسعةَ الفَضَا •• طولاً وعَرضاً شرقُهـا والمغرِبُ

فلقدْ نصحتُكَ إنْ قبلتَ نصيحتي •• فالنُّصحُ أغلى ما يُباعُ ويُوهَـبُ .